سعد بن إبراهيم فسألته فقال الحديث من عندكم زياد بن مخراق حدثني فلما ذكر زياد بن مخراق قلت أي شيء هذا الحديث بينما هو كوفي صار مدنيا إذ صار بصريا قال فرحلت إلى البصرة فسألت زياد بن مخراق فقال ليس هو من بابتك فقلت حدثني به قال لا تريده فقلت حدثني به فقال حدثنا شهر بن حوشب عن أبي ريحانة عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شعبة فلما ذكر شهر بن حوشب قلت دمر علي هذا الحديث لو صح لي مثل هذا كان أحب إلي من أهلي ومالي والناس أجمعين
قال أبو يحيى العطار قدم علينا المثنى بن معاذ فسألته عن هذا الحديث فقلت هل له عندكم أصل بالبصرة قال نعم حدثني بشر بن المفضل عن شعبة بمثل هذه القصة
قلت ورواها أبو داود الطيالسي أيضا عن شعبة أخصر من هذا وذكر فيه أن زياد بن مخراق قال حدثني رجل من أهل البصرة لا أدري من هو عن شهر بن حوشب به
فهذا أبو إسحاق السبيعي من ثقات التابعين الذين أدركوا جماعة كثيرة من الصحابة نراه كيف أرسل هذا الحديث ورجع مآله إلى رجل مجهول وإلى شهر بن حوشب وهو متكلم فيه وقد خفي ذلك على إسرائيل بن يونس وابي الأحوص وغيرهما من أصحاب أبي اسحاق السبيعي فرووه عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر فهذا وأمثاله يبين عوار المرسل وينتقض قول من قال إن المرسل لا يجزم بالحديث إلا بعد ثبوته عنده وأنه يلزن أن يكون كذلك في نفس الأمر