للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكن ابن لهيعة سيئ الحفظ؛ إلا أنه صحيح الحديث فيما وافق فيه غيره (*)؛ وقد زاد في هذه القصة:

"فمن وجد منكم ... إلخ"! ولم تجدها في شيء من طرق الحديث؛ فهي ضعيفة. وأما أصل الحديث فصحيح.

الثالث: عن أبي هريرة:

أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خرج إلى الصلاة، فلما كبّر انصرف وأومأ إليهم؛ أي: كما أنتم، ثم خرج فاغتسل، ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم، فلما صلى قال:

"إني كنت جنبًا، فنسيت أن أغتسل".

أخرجه أحمد (٢/ ٤٤٨)، والدارقطني (١٣٨)، والبيهقي (٢/ ٣٩٧ - عن وكيع-، وابن ماجة (١/ ٣٦٨) -عن عبد الله بن موسى التيمي- كلاهما عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة.

وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ فهو على شرطه، وأسامة بن زيد هذا: هو الليثي مولاهم أبو زيد المدني، وليس هو العدوي مولاهم المدني! هذا ضعيف. ولعل صاحب "الزوائد" ظنَّه هو هذا؛ فقال:

"إسناده ضعيف؛ لضعف أسامة بن زيد"! وقال الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٣٢٤):

"وفي إسناده نظر"!


(*) هذا رأي شيخنا رحمه الله قديمًا في رواية ابن لهيعة، أما أخيرًا؛ فإنه كان يمشّي رواية ابن لهيعة فيما كان من رواية القدماء عنه، ومنهم: يحيى بن إسحاق؛ كما في "الصحيحة" (١/ ٦٥٤ و ٦/ ٥٧٦)، وعليه؛ فحديثه هنا ثابت. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>