ومعاوية بن عمرو هذا: هو ابن المهلب الأزدي، قال ابن سعد: "روى عن زائدة مصنفاته"، وهو: ثقة، وثقه أحمد وأبو حاتم وغيرهما [التهذيب (٨/ ٢٥٠)].
ورواه أيضًا: غير زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر به موقوفًا.
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (١/ ١٧٨/ ٢٦١).
وهذا موقوف بإسناد ضعيف؛ ورفعه منكر؛ وليث: هو ابن أبي سليم: ضعيف لاختلاطه وعدم تميز حديثه.
وقد خولف فيه:
رواه ابن جريج قال: أخبرني لوط، عن أبي إسحاق، عن مجاهد: أن ابن عباس قال: إذا كان الماء قلتين فصاعدًا لم ينجسه شيء.
أخرجه ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس من تهذيب الآثار (٢/ ٧٢٨ / ١١٠١)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على كتاب المزني (١٧)، والدارقطني (١/ ٢٥)، والبيهقي في السنن (١/ ٢٦٢)، وفي الخلافيات (٣/ ١٨٢ - ١٨٣/ ٩٥٤).
ولوط هذا هو: لوط بن يحيى أبو مخنف؛ فإنه من طبقته، وأبو مخنف: متروك، تالف [الميزان (٣/ ٤١٩)، اللسان (٤/ ٥٨٤)].
وهذا منكر؛ فقد رواه أصحاب أبي إسحاق السبيعي عنه به، فأوقفوه على مجاهد قوله، ولم يذكروا ابن عمر ولا ابن عباس، وهو الصواب.
رواه سفيان الثوري [ثقة ثبت، إمام حجة، من أثبت أصحاب أبي إسحاق]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق يخطئ كثيرًا، من أصحاب أبي إسحاق]:
كلاهما: عن أبي إسحاق، عن مجاهد، قال: إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء.
قال شريك: قلت لأبي إسحاق: ما تعني بالقلتين؟ قال: الجرتين.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٣٣/ ١٥٣١) [وتصحف فيه شريك إلى يزيد]. وابن جرير الطبري في مسند ابن عباس من تهذيب الآثار (٢/ ٧٢٨ /١١٠٢)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢١١٠)، ومن طريقه: البيهقي (١/ ٢٦٤).
تابع أبا إسحاق عليه:
ابنه يونس [ثقة]، قال: سمعت مجاهدًا يقول: إذا بلغ الماء قلتين أو ثلاثًا لم ينجسه شيء.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (١٦٨)، وابن جرير الطبري في مسند ابن عباس من تهذيب الآثار (٢/ ٧٢٩ / ١١٠٣).
• وعليه: فإنما هو قول مجاهد مقطوع عليه.
وحينئذ لا يقال بأن الصواب: موقوف على ابن عمر؛ فإن مجاهدًا قد اختلف عليه في إسناده، والصواب: أنَّه قوله لا يبلغ به ابن عمر ولا ابن عباس، والله أعلم.