كتاب إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة

٧٠١ ـ من مسند معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي - ـ مالك بن يخامر، عن معاذ. - ج: 13 - ص: 281

١٦٧٢٧ - حديث (خز ت حم) : احتبس عنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات غداة عن صلاة الصبح، حتى كدنا نتراءى قرن الشمس، فخرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سريعا، فثوب بالصلاة، وصلى وتجوّز في صلاته، فلما صلى، دعا بصوته: "على مصافكم، كما أنتم". ثم انفتل إلينا، فقال: "إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل، فتوضأت وصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي في أحسن صورة، فقال: يا محمد، فقلت: لبيك يارب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ ... " الحديث بطوله.

خز في التوحيد: روى يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، أنه حدثه عبد الرحمن الحضرمي - وهو ابن عايش، إن شاء الله - ثنا مالك بن يَخَامِر السَكسَكِي، به. ثناه أبو موسى، ثنا معاذ بن هانئ أبو هانئ، ثنا جَهْضَم بن عبد الله القيسي، ثنا يحيى بن أبي كثير، به. قال أبو موسى: عبد الرحمن هو ابن عايش.

قال: وقال يزيد بن جابر: عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عايش، عن رجل من الصحابة. ثناه أبو موسى، ثنا أبو عامر، ثنا زهير - وهو ابن محمد - ثنا يزيد - وهو ابن جابر - به. قال: ورواه شيخ من الكوفيين يقال له: سعيد بن سويد القرشي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ

⦗٢٨٢⦘ بهذه القصة بطولها. ثناه محمد بن سعيد بن سويد، حدثني أبي، به. قال: وهذا الشيخ [سعيد بن سويد] : لست أعرفه بعدالة ولا جرح. وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة، ضعيف الحديث، وعبد الرحمن [بن أبي ليلى] لم يسمع من معاذ. وحديث يحيى بن أبي كثير معلول، لأنه مدلس، لم يخبر أنه سمع هذا من زيد بن سلام، وقد سمعت الدارمي أحمد بن سعيد، يقول: ثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث، ثنا أبي، عن حسين المعلم، قال: لما قدم عبد الله بن بريدة، بعث إليّ مطر الوراق: احمل الصحيفة والدواة وتعال، ففعلت فأتيناه، فجعل، يقول: حدثني أبي. وثنا عبد الله بن مغفل. فلما قدم يحيى بن أبي كثير، بعث إليّ مطر الوراق: احمل الصحيفة والدواة وتعال، فأتيناه، فاخرج إلينا كتاب أبي سلام، فقلت له: سمعت هذا من أبي سلام؟ قال: لا، قلنا: فمن رجل سمعه منه؟ قال: لا، فقلنا له: تحدث بأحاديث مثل هذه لم تسمعها من الرجل، ولا ممن سمعها منه؟، فقال: أترى رجلاً جاء بصحيفة ودواة، وكتب هذه الأحاديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كذبا؟ قال ابن خزيمة: كتب عني مسلم بن الحجاج هذه الحكاية.

قلت: أما شكه في عبد الرحمن بن عايش، فزال بأن الترمذي أخرجه عن محمد ابن بشار، عن معاذ بن هانئ، فجزم بأنه عبد الرحمن بن عايش. وأما دعواه

⦗٢٨٣⦘ انقطاعه، فأكثر ما فيه أن يحيى حدث به، عن زيد بن سلام وهو شيخه بطريق الوجادة، وقد صحح الترمذي الحديث، ونقل عن البخاري أنه صححه.

وكذا أخرجه أحمد: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا جَهْضَم - يعني: اليمامي - ثنا يحيى بن أبي كثير، به.

ورواية يزيد بن جابر، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عايش، عن رجل من الصحابة، تقوي رواية يحيى بن أبي كثير، وإن كان أبهم معاذاً وأسقط رجلاً.