للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يريد أن يترك وظيفته في الشركة ليفتح شركة مشابهة

[السُّؤَالُ]

ـ[أعمل موظفا في شركة وساطات تجارية في الصين منذ أربع سنوات، ومبدأ عملنا هو الترجمة، وجمع البضائع، وإرسالها للتجار الذين يأتون إلينا من مختلف أقطار العالم، مقابل عمولة معينة تحتسب كنسبة من مشتريات التاجر، وقد لا يخلو عملنا في هذه الشركة من مضرة لبعض التجار، كتأخير وأخطاء في البضاعة. قبل فترة طلبت من صاحب الشركة زيادة في الراتب، ولكن اختلفنا، فقررت ترك الشركة وفتح شغل بنفس المجال في نفس المدينة، ولا أخفي عليكم إمكانية أن يأتي للعمل معي في شركتي من التجار الذين يعملون في الشركة التي كنت أعمل بها. ١- ما مدى شرعية عملنا هذا بما فيه من ضرر للزبائن، وما هي مسؤوليتي الشرعية، وكيف أصلح ذلك؟ ٢- هل يجوز لي فتح شركة بنفس المكان؟ ٣- بالنسبة للتجار- من الشركة القديمة- الذين يأتون للعمل معي، ما هي الطريقة الشرعية الصحيحة للتعامل معهم، مع العلم أن معرفتي بهم كانت عن طريق الشركة القديمة؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

لا نرى مانعا من فتح الشركة الخاصة بك في نفس المكان، ولكن بشرطين اثنين:

١- ألا يكون سعيكم متعمدا للإضرار بالشركات الأخرى، وخاصة الشركة التي عملت فيها سابقا.

٢- ألا تبيعوا على بيع الآخرين، ولا تشتروا على شرائهم، ولا تعقدوا على عقودهم: فإذا كانت الشركة الأولى التي عملتم بها سابقا متعاقدة مع جهات وأطراف أخرى، فلا يجوز لكم أن تعرضوا على أولئك التجار فسخ عقودهم لإنشاء عقود جديدة معكم، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيع المسلم على بيع أخيه. ويقاس عليه في المنع جميع العقود أيضا.

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَا يَبِيعُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ) رواه البخاري (٢١٣٩) ومسلم (١٤١٢) .

أما إذا فسخ التجار عقودهم بأنفسهم، أو انتهت مدتها مع الشركة التي كنت تعمل فيها، ورغبوا – من تلقاء أنفسهم – في التعاقد معكم: فلا حرج عليك حينئذ، ولا تقع في النهي إن شاء الله تعالى، مع الحرص على اختيار البضائع المباحة، وألا يكون فيها شيء من المحرمات أو التي تعين على الحرام.

وأما مسؤوليتك تجاه الإضرار ببعض التجار بسبب تأخير البضاعة أو بعض الأخطاء، فلا نستطيع الإجابة عنه حتى نعرف طبيعة الاتفاق بينكم وبين التجار.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>