هكذا قال أبو محمد الأندلسيّ، وكان كبيراً في اللغة، ورد بغداد وهو نحويٌّ، ولزم أبا سعيد السّيرافي، وأنشد لبعض أهل المغرب: البسيط
الجود والغول والعنقاء ثالثةٌ ... أسماء أشياء لم تخلق ولم تكن
وأنشد لآخر منهم: الخفيف
لو قضى الله للمنون بحتفٍ ... صيّر البين للمنون منونا
وكان أشحّ النّاس، وهذه شيمة أهل المغرب، وكان ربّما قرض البيت، إلا أنّه كان ركيك الشّعر رديء النّثر سيّء العبارة، كثير الحفظ جيّد الإتقان، ومات ببغداد سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة.
للوليد بن عقبة: الطويل
وكنّا إذا ما حيّةٌ أعيت الرّقى ... وكان زعافاً يقطر السّمّ نابها
دسسنا لها تحت الظلام ابن ملجمٍ ... جريّاً إذا ما جاء نفساً حسابها
أبا حسنٍ ذقها على الرأس ضربةً ... بكفّ كريمٍ بعد وقتٍ ثوابها
أمات ابن عفّانٍ فلم تبق دمنةٌ ... ونحن موالي غمرةٍ لا نهابها
فألقى على المصريّ ثوب ظلامةٍ ... كما سلخت شاةٌ فطار انكعابها
قال أعرابيّ: لا يكشف منسدل الهمّ إلاّ مشمّر الصّبر.