لنفسه ما لستم بنائليه ولا بمسؤولين عنه، وما علمكم من علمه فعنه تسألون، وبه تجزون.
هذا فصل نافع وكلام شريف، وفي تتبعه وتدبره إرشاد وهدى وسلوان.
أنشد أبو محلم: الوافر
غلام وغى تقحمها فأبلى ... فخان بلاءه الزمن الخؤون
فكان على الفتى الإقدام فيها ... وليس عليه ما جنت المنون
زعم بعض أصحابنا أن أبا تمام من ها هنا أخذ قوله: الطويل
لأمر عليهم أن تتم صدوره ... وليس عليهم أن تتم عواقبه
ما أكثر أن يقال: أخذ فلان من فلان، وأغار فلان على فلان، والخواطر تتلاقى وتتواصل كثيراًن والعبارة تتشابه دائماً، ومن عرف خواص النفس وقوى الطبيعة وأسرار العقل لم يستنكر توارد لسانين عل لفظ، ولا تسانح خاطرين على معنى حاضر، وباطنه ظاهر.