١٧ - حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال حدثنا المعتمر قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال أخبرتني فاطمة بنت قيس أَنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظهر وصلاها يومئذ بنهار ثم صعد المنبر وكان لا يصعد عليه إلا يوم الجمعة قبل يومئذ قال فأنكر الناس ذلك قالت فمن بين قائم وقاعد فأومأ إليهم أن اقعدوا فقعدوا فقال إني والله ما قمت مقامي هذا لأبغضكم إلا رغبة ورهبة ولكن تميم الداري أخبرنا خبرا منع مني القائلة من فرح فأحببت أن أعلمكم فرح ⦗٢٧⦘ نبيكم إن بني عم لتميم الداري أخذتهم عاصف في البحر فألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها فقعدوا في قوارب السفينة ثم خرجوا إليها فإذا هم بشيء أهدب أسود كثير الشعر فقالوا وما أنت قالت أنا الجساسة قالوا فأخبرينا قالت ما أنا بمخبرتكم شيئا ولا سألتكم عنه ولكن في هذا الدير قد رهقتموه فيه رجل بالأشواق إلى أن تخبروه ويخبركم فعمدوا إليه واستأذنوا عليه فإذا شيخ موثق شديد الوثاق كثير الحزن شديد التشكي قال من أين أنتم؟ قالوا من الشام قال ما فعل العرب؟ قالوا نحن العرب فعم تسأل قال فما فعل هذا الرجل الذي خرج فيكم قالوا خيرا ناوأه قوم كثير فأظهره الله عليهم فدينهم واحد وإلههم واحد قال ذاك خير لهم قال فما فعل عين زعر؟ قالوا خيرا يشربون بشفاههم ويسقون منها زرعهم قال فما فعل نخل بين عمان وبيسان قالوا خيرا يطعم جناه كل عام قال ما فعلت بحيرة الطبرية قالوا يدفق جانباه من كثرة الماء قالوا فزفر زفرة ثم زفر ثم قال لو قد أفلت من وثاقي هذا لم تبق أرض إلا وطئتها برجلي هاتين غير طيبة فإنه ليس لي عليها سلطان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا منتهى فرحي هذه طيبة المدينة والذي نفسي بيده ما بها طريق ضيق ولا وازع من سهل ولا جبل إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة.