وعن ضبة بن مِحْصنٍ العنزي قال: كان علينا أبو موسى الأشعري أميراً بالبصرة من قبل عمر. فكان إذا خطب يوم الجمعة فحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنشأ يدعو لعمر ويترك أبا بكرٍ. فكنت أعترضه في الخطبة، وأقول له أين أنت من صاحبه بفضله عليه؟ ففعلت ذلك جُمَعاً فكتب إلى عمر يشكوني. فأمر عمر أن أُحمل إليه على البريد. فلما بلغت المدينة قرعتُ على عمر الباب، فقال: مَن هذا؟ فقلت: ضبةُ بن مِحْصن. فقال: لا مرحباً ولا أهلاً. فقلت يا أمير المؤمنين، أمَّا المرْحَبُ فمن الله، وأما الأهل فلا أهل ولا مال، فما الذي أحل لك إشخاصي من مِصْري؟ قال: ما شَجر بينك وبين عاملي. فقلتُ: يا أمير المؤمنين إنه كان إذا خطب يوم الجمعة فحمِد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم أنشأ يدعو لك، ويترك أبا بكر. فكنت أقول له: أين أنت من صاحبه تُفضِّله عليه فاندفع عمر باكياً، قال: هل أنت غافرٌ لي يرحمُك الله؟ فقلت: غفر الله لك يا أمير المؤمنين. ثم قال: والله لَليلة من ليالي أبي بكر، ويومٌ من أيامه خيرٌ من عمر وآل عمر. ثمَّ أحسن صلتي وردَّني مُكرَّماً. وكتب إلى أبي موسى الأشعري يلومه.
ومن عنزة أبو موسى محمد بن المثنى العنزيُّ: الزَّمِنُ. سمع ابن أبي عدي وغُنْدَراً. روى عنه البخاري ومسلم والترمذيُّ والنسائي وأبو داود والطبري. اسم ابن أبي عدي محمد، واسم أبيه أبي عديٍّ ابراهيم. واسم غُندرٍ محمد بن جعفر مولى هُذيل. وتوفي سنة أربع وتسعين ومئة.
ومن موالي عنزة عمار بن شدّاد: وكان أيوب السختياني مولى بني عمار بن شداد. فأيوب مولى موالٍ. وهو أيوب بن أبي تميمة: واسم أبي تميمة كيسان، وكان يُكنى أبا بكرٍ. رأى أنس بن مالك، وروى عنه مالك وابن عُيينة وابن عُلية وغيرهم من الجِلَّة. وروى أيوب عن الحسن وعكرمة وغيرهما من التابعين. قال الحسن: أيوب سيد شباب أهل البصرة. وقال هشام بن عروة: ما رأيت بالبصرة مثل ذلك السَّختياني. قال شعبة: أيوب سيد الفقهاء. وكان يبيع جلود السختيان.
وأما جديلة فمن وله عبد القيس بن أفْصَى بن دُعُمِيِّ بن جديلة بن أسدٍ، وهِنْبُ بن أفصى. ومن ولد عبد القيس أفْصى ولُكير. فوَلد أفصى شَنّاً.