عليه فقاتل حتى قُطعت رجله، فأخذها، ثم زحف إلى الذي قطعها. فلم يزل يضربه بها حتى قتله. وقال:
يانفسُ لن تُراعِي ... إنْ قُطعتْ كُراعي
إنَّ معي ذراعي قال أبو عبيدة: وليس يُعرف في جاهلية ولا إسلام مَن فعل مثل فعله. ويقال: إنه لما قَتل الذي قطع رجله توسَّده. ثم كان إذا مرَّ عليه ممَّن شهِد القتال فسأله: من قطع رِِجلَكَ يا حكيمُ؟ فيقول وسادي هذا.
ومنهم الجارود العبديُّ: وهو سيد عبد القيس، واسمه بشر بن عمروٍ. ويقال: الجارود بن المعلَّى بن حَنَشٍ. قدِم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسعٍ في جماعةٍ من عبد القيس، فأسلم وحسُن إسلامه.
وابنه المنذر بن جارود: ولي اصطخر لعليِّ بن أبي طالب.
وابنه الحكم بن المنذر: سيد عبد القيس. وقد قيل:
يا حَكَم بن المنذر بن الجارودْ ... سُرادقُ المجدِ عليكَ ممدودْ
أنتَ الجوادُ بنُ الجوادِ المحمودْ ... نبتَّ في الجود وفي بيت الجودْ
والعودُ قد ينبُتُ في أصل العودْ ومن عصر بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن وديعة بن لُكيز الأشجع العَصَريُّ: واسمه منذر بن عائذ، وكان سيِّد قومه، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد عبد القيس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أشجُّ، إنَّ فيك خصلتان يحبُّهما الله ورسوله ". قلت: وما هما؟ قال:" الحلم والأناة ". ورُوي:" الحلم والحياء ".