قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: هذا الرجل الذي اخترط السيف، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم بما لقيه به، هو: غورث بن الحارث، سماه سليمان اليشكري، عن جابر بن عبد الله.
الحجة في ذلك:
١٩- حدثنا أبو الطاهر السدوسي، قال: حدثنا خلف بن عمرو العكبري، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا أبو عوانة، عن ⦗٨٥⦘ أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر بن عبد الله، قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة، فرأوا [من المسلمين] غرة، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث، حتى قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، فقال: ما يمنعك مني؟ قال: الله. فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ. قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: ولكن أعاهدك أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله. فرجع، فقال: جئتكم من عند خير الناس.
فلم حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فكان الناس طائفتين، طائفة بإزاء عدوهم، وطائفة صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصلى بالطائفة الذين معه ركعتين، ثم انصرفوا، فكانوا بمكان أولئك الذين بإزاء العدو، وانصرف أولئك الذين كانوا بإزاء عدوهم، فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، ⦗٨٦⦘ فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتين ركعتين.