الأخيطل وهو محمد بن عبد الله بن شعب مولى بني مخزوم ويكنى أبا بكر من أهل الهواز. قدم بغداد ومدح محمد بن عبد الله بن طاهر وهو ظريف مليح الشعر يسلك طريق أبي تمام ويحذو حذوه وكان يهاجي الحمدوني وهو القائل:
أسمعت إذن رجائي نعمة النعم ... فأرعني أذناً أرحبك في كلمي
ريحان شعر إذا ما الفكر أمطرها ... فهماً تروى لها لب الفتى الفهم
فما اقتراب الهوى من عاشق دنف ... ألذ من ماء شعر جال في كرم
وله في وصف مصلوب:
كأنه عاشق قد مد صفحته ... يوم الفراق إلى توديع مرتحل
أو قائم من نعاس فيه لوثته ... مواصل لتمطيه من الكسل
وله في الشقائق:
هذي الشقائق قد أبصرت حمرتها ... مع السواد على أعناقها الذبل
كأنها دمعة قد غسلت كحلاً ... جاءت بها وقفة في وجنتي خجل
أبو عبد الرحمن العطوي محمد بن عبد الرحمن بن أبي عطية مولى كنانة بصري شاعر وهو أحد المتكلمين الحذاق يذهب إلى مذهب حسين الخباز وولاؤه لبين ليث بن أبي بكر بن عبد مناة بن كنانة وهو متوكلي، ومن قوله:
وأحاديث في خلال الأغاني ... كابتسام الرياض غب القطار
وله:
فوحق البيان يعضده البر ... هان في مأقط ألد الخصام
ما رأينا سوى الحبيبة شيئاً ... جمع الحسن كله في نظام
هي تجري مجرى الأصالة في الرأ ... ي ومجرى الأرواح في الأجسام
وله:
لم أحاكم صروف دهري في الأق؟ ... داح حتى فقدت أهل السماح
أحمد الله صارت الخمر تأسو ... دون إخواني الثقات جراحي
محمد بن أبي العتاهية ولقبه عتاهية ويكنى أبا عبد الله وأمه هاشمة بنت عمرو اليمامي مولى كان لمعن بن زائدة. وكان محمد ناسكاً شاعراً وهو القائل:
قد أفلح الساكت الصموت ... كلام راعي الكلام قوت
ما كل نطق له جواب ... جواب ما يكره السكوت
يا عجباً لا مرئ ظلوم ... مستيقن أنه يموت
وله:
لربما غوفص ذو عزة ... أصح ما كان ولم يسقم
يا واضع الميت في قبره ... خاطبك القبر فلم تفهم