للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن علي بن إبراهيم بن صالح بن علي بن العباس بن عبد المطلب أبو بكر الحماحمي. نزل حلب ولقب الحماحمي لأنه مر به إنسان يبيع الحماحم وصاح به يا حماحمي فلقب بذلك وهو متوكلي. يقول:

كم موقف لي بباب الجسر أذكره ... بل لست أنسى أينس نفسه أحد

نزهت عيني في حسن الوجوه به ... حتى أصاب بعيني عيني الحسد

وله:

أراك تقل في عيني وقلبي ... كأنك من بني الحسن بن سهل

وله يهجو رجلاً:

ما ذكرناك إلا كان متصلاً ... بفعل أمك إمصاص وأعضاض

وله:

أشكو هواك وأنت تعلم أنني ... من بعد ما كذبت قولي صادق

يا من تجاهل وقد علمك الهوى ... أنباك سقمي أنني لك عاشق

محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين أبو العباس. أديب شاعر عظيم الخطر في نفسه وعند سلطانه وكان أعرج وقدم من خراسان بعد موت إسحاق بن إبراهيم المصعبي وابنه في سنة تسع وثلاثين ومائتين فقلده المتوكل أعمال إسحاق في الشرطين ببغداد وسر من رأى فلم يزل عليها إلى أن توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين ومائتين فقلد أخوه عبيد الله مكانه. ومحمد هو القائل:

وأعجب ما في الدمع عصيان وقته ... وطاعته إن مات من تتفقد

إذا قلت أسعد لم يغثني وإن أقل ... له كف عني نم والقوم شهد

وله في الأترج:

جسم لحبي قميصه ذهب ... ركب فيه بديع تركيب

فيه لمن سمه وأبصره ... لون محب وريح محبوب

وله:

وإذا همت الجفون بتغمي؟ ... ض فإني بذكرها ذو ولوع

ولها إن خفقت طيف خيال ... يعتريني من دون كل ضجيع

ولقد رمت كتم ذاك فنمت ... فاستعار الحشا علي دموعي

وركب إلى الحسن بن وهب ببيت لبعض الأعراب يسأله أن يخبره والبيت:

ليت الديار التي تبقى لتحزننا ... كانت تبين إذا ما أهلها بانوا

فقال محمد:

ينأون عنا ولا تنأى مودتهم ... فالقلب رهن لديهم حيثما كانوا

<<  <   >  >>