قال الحافظ: في بدر، وهذا هو الذي فهمه أبو عبد الرحمن السلمي، التابعي الكبير حيث قال لحسان بن عطية: قد علمت الذي جرأ صاحبك على الماء، وذكر له هذا الحديث وقيل في الجواب أيضا: المراد أن ذنوبهم تقع إذ وقعت مغفورة، وقيل: بشارة بعدم وقوع الذنوب منهم وفيه نظر لقصة قدامة. انتهى. "وذكر بعض أهل المغازي وهو في تفسير يحيى بن سلام أن لفظ الكتاب الذي كتبه حاطب" لأهل مكة "أما بعد يا معشر قريش فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش عظيم يسير كالسيل" وجه الشبه امتلاء الوادي بجيشه وكثرة انتشارهم، "فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله، وأنجز له وعده" بنصره عليكم "فانظروا لأنفسكم والسلام", وفي هذا مزيد إرهاب لهم وكسر لقلوبهم، ولذا قال: لا يضر الله ولا رسوله "كذا حكاه السهيلي، لكن" قوله وهو في تفسير يحيى بن سلام لم يحكه كذلك فلفظ الروض وقد قيل: إن لفظ الكتاب فذكر ما نقل عنا هنا وعقبه بقوله وفي تفسير ابن سلام أنه كان في الكتاب أن محمدًا قد نفر فإما إليكم وإما إلى غيركم، فعليكم الحذر. انتهى، وقد نقله الشامي بلفظ الروض كما ذكرته وعزاه له. "وقد ذكر" أي "وروى الواقدي بسند له مرسل أن حاطبا كتب إلى سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة" بن أبي جهل، وأسلم الثلاثة رضي الله عنهم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن", أعلم "في الناس بالغزو ولا أراه" أظنه أو اعتقده "يريد غيركم" لنقضكم عهد الحديبية، "وقد أحببت أن تكون لي عندكم يد" نعمة ومنة.