للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرج عليه الصلاة والسلام يوم الأربعاء لعشر ليال خلون من رمضان، بعد العصر، سنة ثمان من الهجرة، قاله الواقدي.

وعن أحمد بإسناد صحيح عن أبي سعيد قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح لليلتين خلتا من شهر رمضان.

فما قاله الواقدي ليس بقوي لمخالفته ما هو أصح منه. وفي تعيين هذا التاريخ أقوال أخر منها عند مسلم: لست عشرة، ولأحمد: لثماني عشرة، وفي أخرى: لثنتي عشرة. والذي في المغازي: لسبع عشرة مضت, وهو.


والطبراني، وسنده حسن فكان اللائق بالمصنف تقديمه كما فعل اليعمري وغيره أو الاقتصار عليه كما فعل صاحب الفتح ويحتمل أنه استخلف أبا رهم على المدينة، وابن أم مكتوم على الصلاة بها كما تقدم نظيره مرارا.
"وخرج عليه الصلاة والسلام" من المدينة "لعشر ليال خلون من رمضان بعد العصر سنة ثمان من الهجرة، قاله الواقدي" ولم ينفرد به كما يوهمه سياق المصنف تبعا للحافظ ففي بقية حديث ابن عباس المذكور عند ابن إسحاق: وخرج لعشر مضين من رمضان، وإسناده حسن كما علمت وفوق الحسن، وقد أخرجه ابن راهويه بسند صحيح عن ابن عباس.
"وعند أحمد بإسناد صحيح عن أبي سعيد" الخدري "قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح لليلتين خلتا من شهر رمضان", وهذا يعين يوم الخروج فيدفع تردد الزهري عند البيهقي حيث قال: لا أدري أخرج في شعبان فاستقبل رمضان أو خرج في رمضان بعد ما دخل؟ "فما قال الواقدي" من أنه خرج لعشر "ليس بقوي لمخالفته ما هو أصح منه" كذا قال تبعا للفتح وهو كما علمت واضح لو انفرد به الواقدي, أما حيث رواه ابن راهويه، وإسحاق عن ابن عباس بسند صحيح فهو قوي.
"وفي تعيين هذا التاريخ أقوال أخر" ظاهره أنها في تاريخ الخروج ولا كذلك وإنما هي في تاريخ دخول مكة ففي الفتح أخرج البيهقي عن الزهري: صبح صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة خلت من رمضان قال الحافظ: فهذا يعين يوم الدخول ويعطي أنه أقام في الطريق اثني عشر يوما. وما قاله الواقدي ليس بقوي لمخالفته ما هو أصح منه.
وفي تعيين هذا التاريخ أقوال أخر "منها عند مسلم": أنه دخل مكة "لست عشرة. ولأحمد: لثمان عشرة، وفي أخرى: لثنتي عشرة". قال أعني الحاظ: والجمع بين هاتين بحمل إحداهما على ما مضى والأخرى على ما بقي، "والذي في المغازي: دخل" مكة "لسبع عشرة مضت

<<  <  ج: ص:  >  >>