"وكان العباس" بن عبد المطلب أبو الفضل الهاشمي، أجود قريش كفا وأوصلها، كما قال صلى الله عليه وسلم، أخرجه النسائي "قد خرج قبل ذلك بأهله وعياله مسلما" أي مظهرا للإسلام، فإنه أسلم قديما وكان يكتمه، قال ابن عبد البر، وذلك بين في حديث الحجاج بن علاظ: أن العباس كان مسلما يسره ما يفتح الله على المسلمين، ثم أظهره يوم الفتح، وقيل: كان إسلامه قبل فتح خيبر وتقدم مزيد لذلك في بدر "مهاجرا فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة" فيما قال ابن هشام، وقال غيره: بذي الحليفة فيحتمل أنه انفرد عن أهله وعياله فلقيه بها ثم رجع معه إلى الجحفة فاجتمع معه بأهله وعياله فيها، فسار معه في الفتح وبعث ثقله إلى المدينة. قال البلاذري: وقال له صلى الله عليه وسلم: "هجرتك يا عم آخر هجرة كما أن نبوتي آخر نبوة". وروى أبو يعلى والطبراني بسند ضعيف عن سهل بن سعد قال: استأذن العباس النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فكتب إليه: "يا عم أقم مكانك الذي أنت فيه فإن الله يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة". "وكان قبل ذلك مقيما بمكة على سقايته ورسول الله صلى الله عليه وسلم عنه راض" كما ذكر الزهري، عند ابن هشام لعلمه بإسلامه باطنا وأن إقامته بها لخوفه على ماله وعياله؛ ولأنه كان يكتب بأخبار المشركين إليه صلى الله عليه وسلم وكان يثق به، وكان ينفع المستضعفين بمكة وبه يثقون، "وكان ممن لقيه في الطريق أبو سفيان" الهاشمي اسمه كنيته، وقال جماعة المغيرة لكن جزم ابن قتيبة وابن عبد البر بأن المغيرة أخوه "ابن الحارث" بن عبد المطلب الهاشمي، المتوفى سنة خمس عشرة أو عشرين وصلى عليه عمر. روى أبو أحمد الحاكم عن عروة رفعه: "أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة". قال فحلقه الحلاق بمنى وفي رأسه ثؤلول فمات فيرون أنه مات شهيدا. قال الحافظ: مرسل رجاله ثقات، وفي الروض مات من ثؤلول حلقه الحلاق في حج