أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما، وصححه الحاكم من طريق بعضها مرفوع، كما في الفتح ونحوه في الإصابة وفيها أيضا. وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه، لما التقوا كان طلحة أول قتيل، فانطلق الزبير على فرس له، فتبعه عمرو بن جرموز فأتاه من خلفه، وأعانه فضالة بن جابر ونفيع، فقتلوه انتهى، فظاهر هذا أنهم قتلوه على فرسه، اللهم إلا أن يكونوا أرادوا ذلك، فلم يقدروا لشدة شجاعته، فتركوه حتى نام، فأتاه ابن جرموز فقتله، وقد صحح ابن بدرون الأول قال وفيه تقول زوجته عاتكة: يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشا رعش الجنان ولا اليد ثكلتك أمك إن قتلت لمسلما ... حلت عليك عقوبة المتعمد "وسعيد بن العاصي" بن أمية "أخو خالد وأبان" أولاد أبي أحيحة أسلموا كلهم. وذكر ابن إسحاق سعيدا فيمن استشهد بالطائف، وابن شاهين أنه أسلم قبل الفتح بيسير، وسيذكر المصنف أخويه أيضا من الكتاب، "وسعد بن أبي وقاص" وسمه مالك بن وهيب، ويقال أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري أحد العشرة، والستة والفرسان والسابقين الأولين بعد ستة هو سابعهم، وهو ابن تسع عشرة سنة، كما قاله ابن عبد البر. وأما قوله: لقد رأيتني وأنا ثالث الإسلام رواه البخاري، فحمل على ما اطلع عليه، وكان مجاب الدعوة مشهورا بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" فكان لا يدعو إلا استجيب له رواه الترمذي وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله، وتوفي سنة خمس وعشرين على المشهور، وهو آخر العشرة موتا.