للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترس أهدي إليه، فيه تمثال عقاب أو كبش، فوضع يده عليه فأذهب الله ذلك التمثال.

وأمَّا أرماحه -عليه الصلاة والسلام، فالمثوي: قال ابن الأثير: سمي به لأنه يثبت المطعون به، من الثواء وهو الإقامة. انتهى. والمثْنَى، ورمحان آخران.

وكانت له -صلى الله عليه وسلم- حربة كبيرة تسمَّى البيضاء، وكانت له -عليه الصلاة والسلام- حربة أخرى صغيرة دون الرمح, شبه العكاز، يقال لها: العنزة,


الفوقية، وقاف، "وترس أهدي إليه" بالبناء للمفعول.
قال البرهان: والذي أهداه لا أعرفه، "فيه تمثال" صورة "عقاب أو كبش، فوضع يده عليه، فأذهب الله ذلك"، كما في العيون.
وروى البيهقي عن عائشة أنها قالت: أهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترس فيه "تمثال" عقاب أو كبش، فكرهه، فأصبح وقد أذهبه الله، فيحتمل أنه لما كرهه وضع يده، فأصبح وقد أذهبه الله، "وأما أرماحه -عليه الصلاة والسلام، فالمثوي" بضم الميم وإسكان المثلثة وكسر الواو ثم ياء، أي: القاتل.
"قال ابن الأثير: سمي به؛ لأنه يثبت المطعون به"، فبينه وبين المعنى اللغوي مناسبة "من الثواء وهو الإقامة أ. هـ، والمثْنَى" بضم الميم وإسكان المثلثة وفتح النون وكسرها, اسم فاعل من تثنى إذا انعطف، كما في النور، ولعل وجه التسمية أنه كان لينًا، "ورمحان آخران"، كذا عدَّها مغلطاي أربعة، فتبعه المصنف على عادته، وقد عدَّها صاحب العيون، والهدى، والسبل, والعراقي: خمسة، فقال:
كان له من الرماح خمسة ... من قينقاع جاءه ثلاثة
ورابع له يسمَّى المثويا ... والخامس المثنى بذاك سميا
"وكان له -صلى الله عليه وسلم- حربة كبيرة" بالنسبة للتي بعدها، وإن كانت دون الرمح أيضًا "تسمَّى البيضاء، وكانت له -عليه الصلاة والسلام- حربة أخرى صغيرة دون الرمح" بنصفه، عريضة النصل، لكن سنانها في أسفلها بخلاف الرمح، فإنه في أعلاه.
قال المصنف: "شبه العكّاز" بضمّ العين وشد الكاف: عصا ذات زج، "يقال له: العنزة" بفتح المهملة، والنون والزاي.
قال الحافظ: عصا أقصر من الرمح، يقال لها: سنان، وقيل: هي الحربة القصيرة، وفي رواية: كريمة العنزة عصا عليها زج -بزاي مضمومة ثم جيم مشددة، أي: سنان، وفي طبقات ابن سعد:

<<  <  ج: ص:  >  >>