للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإكثار من قراءة المعوذتين والفاتحة وآية الكرسي، ومنها التعوذات النبوية نحو: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.


"لهذه العلة" أي إصابة العين، "فمن التعوذات والرقى الإكثار من قراءة المعوذتين" لحديث عائشة السابق: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، ولحديثها أيضًا: كان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، ثم يقرأ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. رواه البخاري.
"والفاتحة" لحديث الصحيحين في الذي رقى اللديغ بالفاتحة، فقال صلى الله عليه وسلم: "وما أدراك أنها رقية"؟. وروى البيهقي في الشعب، عن جابر، رفعه: "ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن"؟ قلت: بلى، قال: "فاتحة الكتاب"، قال راويه: وأحسبه قال: "فيها شفاء من كل داء". وله ولسعيد بن منصور، عن أبي سعيد مرفوعًا: "فاتحة الكتاب شفاء من السم"، وللديلمي عن عمران بن حصين، مرفوعًا: "في كتاب الله عز وجل ثمان آيات للعين، لا يقرؤها عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن فاتحة الكتاب سبع آيات وآية الكرسي"، هكذا في نسخة صحيحة بخط الحافظ ابن حجر من الفردوس للديلمي، فأوهم السخاوي في قوله، فذكر منها الفاتحة وآية الكرسي، والصواب أن يسقط قوله، فذكر منها لإبهامه أنه بقي ست آيات، مع أنه بين أن السبع الفاتحة وآية الكرسي الثامنة، بقوله صلى الله عليه وسلم: "فاتحة الكتاب سبع آيات وآية الكرسي"، يعني الثامنة، "وآية الكرسي" سميت بذلك لذكره فيها.
روى الديلمي، عن أبي إمامة: سمعت عليًّا يقول: ما أرى رجلًا أدرك عقله في الإسلام يبيت حتى يقرأ هذه الآية: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم} إلى قوله: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم} ، فلو تعلمون ما هي، أو ما فيها لما تركتموها، على حال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش، ولم يؤتها نبي قبلي"؛ قال علي: فما بت ليلة منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقرأها، قال أبو أمامة: وما تركتها منذ سمعتها من علي، ثم سلسلة الباقون إلى الديلمي، وفي خبر سيدة البقرة آية الكرسي، أما إن فيها خمس كلمات، في كل كلمة خمسون بركة.
"ومنها: التعوذات النبوية، نحو: أعوذ بكلمات الله" صفاته القائمة بذاته، وقيل: العلم؛ لأنه أعم الصفات، وقيل: القرآن، وقيل: جميع ما أنزله على أنبيائه؛ لأن الجمع المضاف إلى المعارف يعم "التامة" أي الفاضلة التي لا يدخلها نقص "من كل شيطان وهامة" "بشد الميم" ما له سم يقتل، كالحية، قاله الأزهري، وجمعها هوام مثل دابة ودواب، وقد يطلق على ما لا يقتل، كالحشرات، كقوله صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة: "أيؤذيك هوام رأسك"؟، يعني القمل على

<<  <  ج: ص:  >  >>