"وفي رواية الترمذي" عنها: "كان يجتهد في العشر الأواخر" جمع آخرة "ما لا يجتهد في غيره" أي: يجتهد في العبادة في رمضان ويزيد فيها في العشر الأخير، فهو بمعنى ما قبله إذ المخرج متحد، "وعنها" أي: عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه سلم صلى" صلاة الليل "في المسجد" ذات ليلة من ليالي رمضان. وفي رواية للبخاري: صلى في حجرته وليس المراد بها بيته، بل الحصير التي كان يحتجز بها بالليل في المسجد فيجعلها على باب بيت عائشة، فيصلي فيه ويجلس عليه كما جاء صريحا عند البخاري في اللباس: كان يحتجز حصيرا بالليل فيصلي عليه، ويبسطه بالنهار فيجلس عليه، ولأحمد عن عائشة: فأمرني أن أنصب له حصيرا على باب حجرتي، ففعلت، فخرج "فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من" الليلة "القابلة" ولبعض الرواة من القابل، بالتذكير، أي: الوقت، ولأحمد من الليلة المقبلة، "فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة، فلم يخرج إليهم عليه الصلاة والسلام" رفقا بهم، "فلما أصبح" أي: خرج لصلاة الصبح، "قال" بعدما صلاها كما في الرواية التالية: "قد رأيت الذي صنعتم" من الاجتماع للصلاة "ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم" فتعجزوا عنها، "وذلك في رمضان" من قول عائشة. وفي رواية: "خشيت أن يفرض عليكم قيام هذا الشهر". "رواه البخاري ومسلم وأبو داود".