صلاة الجمعة على طريقة الحنفية من سرعة الانحطاط من القومة من الركوع، والقومة من السجود الأول، فلما فرغ منها قام للتنفل على قاعدتهم فتيقن جمع من الشافعية، ومنهم شيخنا المحيوي النعيمي، انتقاله لمذهبهم ولا قوة إلا بالله.
والناس في شدة من أمور، منها غلاء الأسعار في كل نوع، ومنها الطرح على كل نوع، ومنها الطرح على كل حارة قدراً معلوماً يؤخذ منهم من القمح، ومنها نزل الأروام عليهم في بيوتهم في هذا الشتاء.
وفي يوم السبت سابعه جلس قاضي وقاضي زاده البلد الرومي زين العابدين بمشهد عروة، المعروف الآن بمشهد الشيخ تقي الدين ابن قاضي عجلون، بالجامع الأموي، وعندهم الجمال بن القرعوني الصالحي، والولوي ابن بنت الخمراوي، والشمس بن منعة، وجماعته، وجاؤوا بديوان الجيش إلى عندهم، وبالشيخ حسن البيتليدي صاحبنا ليكشف لهم ما يرمونه منه، ونادوا أن من كان عنده نظر وقف فليحضر لنحاسبه عن سنتين، فحضر بعض الناس، فمسكوا مكاتيب أوقافهم، فنفرت منهم الناس وضجوا، وخصوصاً من قاضي البلد، فإنه تقصد أذى الناس وبهدلتهم، ثم أكدوا النداء ثانياً وثالثاً.
وفي يوم الأحد ثامنه بعث هؤلاء ورقة إلى المحيوي النعيمي بالحضور إليهم، ومعه مصنفه الذي لخصته، المسمى بتنبيه الطالب والدارس على بيان مواضع الفائدة كدور القرآن، والحديث والمدارس، فحضر فرآهم يريدون الكشف عن الأوقاف من مصنفه، فقال لهم: إنما العادة إخراج قوائم كشف الأوقاف التي كانت عند فلان وفلان إلى آخر وقت، فقالوا قد أحضرناهم، فقال لهم: في ذلك كفاية، فقالوا: أرنا مصنفك، فلم يخرجه لهم، وأنما أخرج لهم أسماء المدارس مجردة في ورقة.
وفي يوم الخميس ثاني عشر توفي الشريف العباسي الحموي أحد ناظري المدرسة العذراوية، بعد أن جاء من حماة، والحال أن الشريف عبد الرحيم العباسي الحموي، جاء من مصر مع الخنكار في زي الأروام، وهو نازل عند القاضي رضي الدين الغزي.
وفي يوم الجمعة ثالث عشره توفي المعلم ابن لمبزوة الطحان، وكان لا بأس به، يحب