سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْعَطَّارَ يَقُولُ حَضَرْتُ الْجُنَيْدَ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَاعِدًا، وَيَثْنِي رِجْلَهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ وَيَسْجُدَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنْ رِجْلَيْهِ فَثَقُلَ عَلَيْهِ حَرَكَتُهُمَا، وَكَانَتْ رِجْلاهُ قَدْ تَوَرَّمَتَا فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذِهِ نِعَمٌ، اللَّهُ أَكْبَرُ.
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَالَ له الجريري: لو اضطجعت فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَذَا وَقْتٌ نُؤْخَذُ مِنْهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ.
فَلَمْ يَزَلْ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ حَتَّى خَرَجَتْ رُوحُهُ.
وَقَالَتْ دَايَةُ دَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَمَا تَشْتَهِي الْخُبْزَ؟ فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَمْدُونٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ، لا يَزَالُ قَائِمًا حَتَّى يُصَلِّيَ الْغَدَاةَ بِذَلِكَ الْوُضُوءِ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute