١٢ - وأخبرنا أبو منصور، قال: ثنا أبو الحسين، قال: ثنا أبو بكر ابن العلاف، قال: ثنا القاضي أحمد بن إسحاق بن البهلول، قال: ثنا أبي، قال: حدثني أبي، عن بكر بن خنيس، عن أبي عبد الرحمن، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، رضي الله ⦗٣٧⦘ عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أكثروا ذكر الله تعالى على كل حال، فإنه ليس عمل أحب إلى الله تعالى ولا أنجى لعبد من كل سيئة في الدنيا والآخرة من ذكر الله تعالى)). فقال قائل: ولا القتال في سبيل الله يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لولا ذكر الله لم يؤمر بالقتال في سبيل الله، ولو اجتمع الناس على ما أمروا به من ذكر الله تعالى ما كتب الله القتال على عباده، وإن ذكر الله تعالى لا يمنعكم من القتال في سبيله، بل هو عون لكم على ذلك، فقولوا: لا إله إلا الله والله أكبر، وقولوا: سبحان الله، وقولوا: الحمد لله، وقولوا: تبارك الله، فإنهن خمس لا يعدلهن شيء، عليهم فطر الله عز وجل ملائكته، ومن أجلهن رفع سماءه ودحى أرضه، ولهن جبل إنسه وجنه، وفرض عليهن فرائضه. ولا يقبل الله ذكره إلا ممن اتقى وطهر قلبه. وأكرموا الله أن يرى ما نهاكم عنه)).
قالوا: يا رسول الله، فإن ذكر الله لا يكفينا من الجهاد. قال:((ولا الجهاد يكفي من ذكر الله، ولا يصلح ⦗٣٨⦘ الجهاد إلا بذكر الله، وإنما الجهاد شعبة من شعب الله. وطوبى لمن أكثر في الجهاد من ذكر الله عز وجل، كل كلمة بسبعين ألف حسنة، كل حسنة بعشر، وعند الله من المزيد ما لا يحصيه غيره)). قالوا: يا رسول الله، والنفقة؟ قال:((والنفقة على حسب ذلك)).
قالوا: يا رسول الله، إن ذكر الله تعالى هو أهون العمل. قال:((إن الله كريم، إنما فرض على الناس أهون العمل فأبى أكثر الناس إلا كفوراً، فلما لم يقبلوا رحمة الله أمر الله بجهادهم، فاشتد ذلك على المؤمن وجعل الله لهم العاقبة وجعل لهم النقمة من الكافرين)).
⦗٣٩⦘ قال عبد الرحمن بن غنم: فقلت لمعاذ: إن الله عز وجل إنما ذكر النفقة في سبيله في القرآن بسبعمائة، فقال: قَلَّ فهمُك، إنما ذلك إذا أنفقوها وهم مقيمون في أهليهم غير غزاة.