القيسي، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغرغر بها في صدره، ما يكاد يفيص بها لسانه:((الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم)) .
في قوله صلى الله عليه وسلم:((فيما ملكت أيمانكم)) قولان، قيل: أراد الرفق بالمملوكين، وقيل: أراد الزكاة لأنها في القرآن مقرونة بالصلاة، وهي من ملك اليمين، قاله الخطابي.
وفي أخذه السواك من الفقه: التنظف والتطهر للموت، لأن الميت قادمٌ على ربه، كما أن المصلي مناج لربه، والنظافة من شأنهما، وكذلك يستحب الاستعداد لمن استشعر القتل والموت، كما فعل خبيب رضي الله عنه.
وروى الترمذي:((إن الله نظيف يحب النظافة)) .
والإفاصة: الإبانة والإفصاح، يقول: هو ذو إفاصةٍ إذا تكلم، أي ذو بيانٍ وفصاحة.
وقوله:(يغرغر بها) أي: قد بلغت روحه الحلقوم، فهو بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض، والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلقوم ولا يبلع، والله أعلم.
وروى بعضهم أن السواك المذكور في الحديث كان من عسيب نخل، كذلك جاء في ((الصحيح)) مصرحاً به من حديث عائشة رضي الله عنها: ((ومر عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده جريدةٌ رطبة)) .
والعرب تستاك بالعسيب، وكان أحب السواك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرع الأراك، وواحدها ضريع، وهو قضيبٌ ينطوي من الأراكة حتى يبلغ التراب فيبقى في ظلها، فهو ألين من فروعها.
وقد روي في قول عائشة رضي الله عنها:((ما بين شجري ونحري))