قَالَ: فَجَاءوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا أَعْطَاهُمْ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَصَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَحَمِدَ اللَّهُ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ نَبْعَثُهُمْ عَلَى هَذِهِ الأَعْمَالِ فَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ بِالسَّوَادِ الْكَثِيرِ ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا لِي وَهَذَا لَكُمْ، فَإِذَا سُئِلَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَيَّ أَفَلا إِنْ كَانَ صَادِقًا أُهْدِيَ ذَلِكَ لَهُ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ؟!
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: لا أَبْعَثُ رَجُلا عَلَى عَمَلٍ فَيَغُلُّ مِنْهُ شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، فَلْيَنْظُرْ رَجُلا لا يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ يَرْغُو، أَوْ بَقَرَةٌ تَخُورُ أَوْ شَاةٌ تَيْعَرُ "، ثُمَّ قَالَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: " اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ ".
فَقُلْتُ لأَبِي حُمَيْدٍ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُذُنِي. وَهَذَا لَفْظُ جَرِيرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ الْكُوفِيِّ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مُخْتَصَرًا فِي (الزَّكَاةِ) ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ.
وَحَدِيثُ جَرِيرٍ تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِمٌ فَأَوْرَدَهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَاسْمُ أَبِي سُلَيْمَانَ فَيْرُوزٌ الشَّيْبَانِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيِّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute