للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وفيم الخوف من غير اللَّه عَزَّ وَجَلَّ؟ لست بجني، ولكن إنسي مغرور. قَالَ قلت: منذ كم أنت هاهنا؟ قَالَ: منذ أربع وعشرين سنة. قَالَ: فقلت: فمن أنيسك؟ قَالَ: الوحوش. قَالَ: فما طعامك؟ قَالَ: الثمار ونبات الأرض. قَالَ قلت: فما تشتاق إِلَى الناس؟ قَالَ: منهم هربت. قلت: أفعلى الإْسِلام أنت؟ قَالَ: مَا أعرف غيره، إِلا أن المسيح أمرنا فِي الكتب بالعزلة والانفراد عند فساد الناس.

أنشدنا شرف الأئمة أَبُو حفص عمر بْن مُحَمَّد الشِّيرَزِيّ السَّرَخْسِيّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو علي الْوَخْشِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: دخل رجل عَلَى أَبِي الْعَبَّاس ثعلب وَهُوَ ينظر فِي الكتب، فَقَالَ: إِلَى متى هَذَا؟ وأنشده:

وإن صحبنا الملوك تاهوا وعقوا ... واستخفوا جهلا بحق الجليس

أَوْ صحبنا التجار صرنا إِلَى البؤس ... وصرنا إِلَى عداد الفلوس

فلزمنا البيوت نستكثر الْخَيْر ... ونملأ بِهِ بطون الطروس

لو تركنا وذاك كنا ظفرنا ... من أمانينا بعلق نفيس

غير أن الزمان - أعني بنيه - ... حشدونا عَلَى حياة النفوس

<<  <   >  >>