سمعت ذا النون يَقُول: بينا أنا أسير فِي بعض سياحتي وإذا بصوت حزين كئيب موجع القلب، أسمع الصوت ولا أرى الشخص، وَهُوَ يَقُول:" سبحان مفني الدهور، سبحان مخرب الدور، سبحان باعث من فِي القبور، سبحان مميت القلوب ".
فاتبعت الصوت فإذا أنا بإنسان يَقُول: سبحان من لا يسع الخلق إِلا ستره، سبحانك مَا ألطفك بمن خالفك، وأوفاك بعهدك، سبحانك مَا أحلمك عمن عصاك وخالف أمرك. ثُمَّ قَالَ: سيدي بحكمك نطقت، وبفضلك تكلمت، فيا إله من مضى قبلي، ويا إله مَن يكون بعدي، بالصالحين فألحقني، ولأعمالهم فوفقني.
ثُمَّ قَالَ: أين الزهاد والعباد؟ نزل بهم الزمان فأبلاهم، وحل بهم البلاء فأفناهم، فهل تنتظر إِلا مثل الَّذِي أصابهم؟ فانصرفت وتركته باكيا.
وأنشدنا الفقيه ذو المحاسن أَبُو الْخَيْر سعيد بْن الْحُسَيْن، أنشدنا نجم الزمان حمزة الصَّفَّار، لأبي سَعْد بْن خلف: