للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ المغيرة يوم القادسية: كنا نعَبْد الحجارة والأوثان، إذا رأينا حجرا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره، لا نعرف ربا، حَتَّى بعث اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إلينا نبيا من أنفسنا، فدعانا إِلَى الإيمان فأجبناه، وأخبرنا أَنَّهُ من قبل منا دخل الجنة، فنحن نقاتل مقاتلتكم، ونسبي ذراريكم.

وَقَالَ لما حضرته الوفاة، اللَّهُمَّ هَذِهِ يميني بايعت بها نبيك، وجاهدت بها فِي سبيلك، وأنت أعلم بِذَلِكَ مني.

وفي الْحَدِيث فوائد:

مِنْهَا النهي عَنْ عقوق الوالدين، وأنه من الكبائر، وإنما اقتصر عَلَى الأم اكتفاء بذكر أحدهما، كقوله تَعَالَى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} ، ولأن حقها أكثر وحرمتها أوفر.

وفيه: نهي عَنْ وأد البنات، وَهُوَ فعل أهل الجاهلية، كَانَ الواحد منهم إذا ولد لَهُ ابن تركه، وإذا ولدت لَهُ ابنة دفنها حية. وقيل: كانت المرأة إذا أخذها المخاض حفرت حفيرة وجلست عَلَيْهَا، فإن ولدت ابنا حبسته، وإن ولدت بنتا ألقتها فِي الحفيرة. وإنما حملهم عَلَى ذَلِكَ خشية الإملاق، ودفع العار، والأنفة عَلَى أنفسهم.

وأراد بـ " المنع " الامتناع عَنْ أداء مَا يجب ويستحب، وب " هات " الإقدام عَلَى أخذ مَا يحرم ويكره. وفيه نهي عَنْ شروع المسلم فيما لا يعنيه، وتكلفه لما كفي الخوض فِيهِ.

<<  <   >  >>