بينا مسلمة بْن عَبْد الملك فِي المسجد الحرام إذ أتي بحجر أسود مكتوب فِيهِ بالحميرية فَقَالَ: هل هنا من يقرؤه لنا؟ فأتي بوهب بْن منبه فقيل لَهُ: يَا أبا عَبْد اللَّهِ اقرأ مَا عَلَى الحجر، فإذا عَلَيْهِ مكتوب:
يَا ابن آدم، لو رأيت يسير مَا بقي من أجلك، لزهدت فِي طول مَا ترجو من أملك، وقصرت من حرصك وحيلك، وابتغيت الزيادة فِي عملك، وإنما تلقى الندم، لو قد زلت بك القدم، وأسلمك الأهل والحشم، وانصرف عنك الحَبِيب، وأسلمك القريب، فلا أنت إلى أهلك عائد، ولا في عملك زائد، فأعمل ليوم القيامة، يوم الحسرة والندامة!