٥٢- سمعت أبا القاسم مكي بن عبد السلام الرميلي يقول: كان سبب خروج أبي بكر الخطيب من دمشق إلى صور: أنه كان يختلف إليه صبي صبيح الوجه، وقد سماه مكي، أنا نكبت عن ذكره، فتكلم الناس في ذلك. وكان أمير البلدة رافضياً متعصباً، فبلغته القصة، فجعل ذلك سبباً للفتك به، فأمر صاحب شرطته أن يأخذه بالليل ويقتلهُ، وكان صاحب الشرطة من أهل السنة، فقصده صاحب الشرطة تلك الليلة مع جماعة من أصحابه ولم يمكنه أن يخالف الأمير، وأخذه وقال له: قد أمرت بكذا وكذا ولا أجد لك حيلة، إلا أني أعبر بك على دار الشريف ابن أبي الحسن العلوي، فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار فإني لا أطلبك، وأرجع إلى الأمير وأخبره بالقصة. ففعل ذلك ودخل دار الشريف، وذهب صاحب الشرطة إلى الأمير وأخبره بالخبر. فبعث الأمير إلى الشريف أن يبعث به، فقال الشريف: أيها الأمير أنت تعرف اعتقادي فيه وفي أمثاله ⦗٤٧⦘ ولكن ليس في قتله مصلحة، هذا رجل مشهور بالعراق وإن قتلته قتل به جماعة من الشيعة بالعراق وخربت المشاهد. قال: فما ترى؟ قال: أرى أن يخرج من بلدك. فأمر بإخراجه، فخرج إلى صور وبقي بها مدة، إلى أن رجع إلى بغداد وأقام بها إلى أن مات رحمه الله.