أهدى إلينا الحسن والحسنى به ... ونعم صفات المصطفى حسناء
وحبا بما أحيى المسامع ذكره ... ولكم غدا بالمرتضى إحياء
ما زاد فخراً للنبي وإنما ... ذكر النبي وسيلةٌ ورجاء
فليهنه إدراك كل مؤمل ... وليهنه بعد الهناء هناء
يا سبتةً فيها العلوم تجمعت ... ما أنت إلا مشرق وضياء
يا قاضياً بالحق في أحكامه ... لم ينس عند الله منك قضاء
يا مالكياً مالكاً رتب العلا ... بجنان رضوان لديك علاء
يا منشئاً مدح الرسول لقد أبى ... الرحمن أن ينسى لك الإنشاء
الله معطيك الجوائز جمةً ... فليهنك التنعيم والنعماء
فكتابه الشفا شفا الصدور السقيمة، وضياء القلوب السليمة، ومن حقق نظره في تدقيقه، ودقق فكره في تحقيقه، ولمح بعين الإنصاف ملحه، حمد مؤلفه على ترتيبه ومدحه، وعلم أنه لم يصنف في معناه مثله، ولا نسج على منواله شكله.
ولعمري لقد اشتمل على ذكر الشمائل اللطيفة، والأخلاق الجميلة الشريفة، والأوصاف البهية، والمكارم الزكية، والمناقب العلية، والكرامات الجلية، والشيم الحميدة، والفضائل العديدة، والمعجزات الباهرات، والآيات البينات، والأعلام الظاهرات؛ التي اختص بها من أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وابتعثه خاتماً للنبيين، فعمت رحمته البادي والحاضر، وشملت المؤمنين حتى المنافق والكافر، لكن لهذه الأمة العظيمة، من هذه الرحمة العميمة، أجزل نصيب وأوفر غنيمة.