قال -رحمه الله-: "حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع ومحمد بن فضيل وأبو معاوية ح وحدثنا علي بن ميمون الرقي قال: حدثنا أبو معاوية ومحمد بن عبيد عن الأعمش" يعني كل هؤلاء عن الأعمش، وكيع ومحمد بن فضيل وأبو معاوية ومحمد بن عبيد كلهم يروون "عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: قال عبد الله بن مسعود" الصحابي الجليل أبو عبد الرحمن بن أم عبد "قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق" صادق في نفسه، مصدق من قبل ربه، ومن أتباعه إلى يوم القيامة: إنه أو أنه حدثنا أنه المحدث به ((أنه يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوماً)) يعني إذا كانت الثانية علقة، والثالثة مضغة، فالأولى نطفة ((يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك)) العلقة مثل الدودة التي تكون في الماء، أو في المزارع أو غيرها، ثم يكون مضغة، يعني يكبر بحيث يكون بقدر ما يمضغ من الطعام مثل ذلك، فهذه الأطوار الثلاثة أربعين، ثم أربعين، ثم أربعين، تساوي مائة وعشرين، يعني أربعة أشهر، وبعد ذلك يخرج عن دائرة الغيب، فيطلع عليه الملك، يرسل إليه الملك، وقبل ذلك في المائة والعشرين التي هي مرحلة الغيض {وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ} [(٨) سورة الرعد] في هذه المدة لا يمكن أن يطلع عليه مخلوق، فمعرفة ما في الأرحام خاصة بالله -جل وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [(٣٤) سورة لقمان] فلا يعلم، هذه من الخمس الغيبيات لا يعلمها إلا الله، فإذا خرج عن دائرة الغيب بإرسال الملك إليه فإنه بالإمكان أن يطلع عليه غيره من البشر، لا سيما بالآلات الدقيقة كالأطباء، أما قبل ذلك فهو غيب.
((ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات: فيقول: اكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أم سعيد؟ )) اكتب عمله، هذه هي الكتابة الخاصة في هذا المكان، وإن كان مكتوب عليه في القضاء السابق في اللوح المحفوظ ((اكتب عمله وأجله)) متى يموت ((ورزقه)) فلن يموت حتى يستكمل هذا الرزق ((وشقي أم سعيد؟ )) يعني النتيجة النهائية هل هو من فريق الجنة أو من فريق السعير؟