للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما أن له كتاب التاريخ، وأظنه في تاريخ الرجال وجرحهم وتعديلهم، وهو وإن كنا لا نعلم عنه شيئاً الآن قد ذكرته المصادر المعنية بالتصانيف، والترمذي في هذا يسير على منوال شيخه حيث ألف في العلل والتاريخ كما هو معروف.

ويتأكد هذا التفضيل للبخاري بأنه كان أبصر وأعلم وأفقه في علم علل الحديث، ومرجعاً فيه لكبار علماء عصره أبي زرعة والدارمي وغيرهما.

قال إبراهيم الخوّاص١: "رأيت أبا زرعة كالصبي جالساً بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث".

وقال الدارمي٢: "هو أعلمنا وأفقهنا وأكثرنا طلباً".

وقال حاشد بن عبد الله٣: "رأيت محمد بن رافع وعمرو بن زرارة عند محمد بن إسماعيل وهما يسألانه عن علل الحديث؟ فلما قاما قالا لمن حضر: لا تخدعوا إن أبا عبد الله أفقه منا وأبصر".

ويقول أبو حامد الأعمش٤: "رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة ومحمد بن يحيى الذهلي –إمام نيسابور وشيخ البخاري- يسأله عن الأسماء والكنى وعلل الحديث والبخاري يمر فيها مثل السهم كأنه يقرأ: قل هو


١ "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي ٢/٨.
٢ هدي الساري/٤٨٤.
٣ تهذيب التهذيب ٩/٥٣ وهدي الساري/٤٨٤.
٤ تهذيب الأسماء واللغات الجزء الأول من القسم الأول/٦٩ وهدي الساري/٤٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>