للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمتأمِّل في هذه الترجمة والمحلل لها يخرج بنتيجة مهمة هي عدالة هذا الراوي، فإنه لم يطعن فيها، ولم تخدش بشيء، ويرى عباراتهم تنم عن ناحية أخرى إذ كانت متجهة إلى الكلام فيه من ناحية ضبطه وإتقانه، وأنه كان خفيف الضبط، لم يسلم من الوهم والغلط.

قال ابن حجر في "هدي الساري مقدّمة فتح الباري"١: "صدوق تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه" ا?.

فهو كما قال يحيى القطّان٢: "رجل صالح، ليس بأحفظ الناس للحديث" وهذا يفسر قوله الآخر فيه جواباً لعلي بن المديني: "ليس هو ممن تريد"٣، أي في الحفظ والضبط والإتقان.

ومما يدل على وهمه وخطئه قول ابن معين٤: "كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدّث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة" ا?.

قال ذلك ابن معين في معرض بيان علة قوله فيه: "ما زال الناس يتقون حديثه"، أي يتوقفون فيه حتى يسبروه ويختبروه، ويحصل الاطمئنان به.

ولعل من هنا أخذ ابن حجر قوله "له أوهام" فإنه قال في


١ /٤٤١.
٢ تهذيب التهذيب ٩/٣٧٦.
٣ المصدر السابق الجزء والصفحة.
٤ المصدر السابق الجزء والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>