للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١ - مَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى -يَعْنِي: ابْنَ سَعِيدٍ-. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ جَمِيعًا، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَصَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-:يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ، قَالَ: إِنِّي عَمْدًا فَعَلْتُهُ يَا عُمَرُ.

الْحَدِيثُ لإِسْحَاقَ، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ هَاشِمٍ: «وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ» (١).


(١) رجال الإسناد
عبد الله بن هاشم: وهو ابن حيان الطوسي، شيخ المصنف، ثقة صاحب حديث، روى عن وكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد القطان، وروى عنه المصنف وابن خزيمة. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٦/ ٢٣٧)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٦/ ٦٠)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣٢٧ رقم ٣٦٦٧)].
إسحاق بن منصور: وهو ابن بهرام الكوسج، شيخ المصنف، ثقة ثبت، روى عن أحمد بن حنبل وعبد الرحمن بن مهدي، وروى عنه المصنف والبخاري ومسلم. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢/ ٤٧٤)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١/ ٢٤٩)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣٢٧ رقم ٣٦٦٧)].
يحيى بن سعيد: وهو ابن فروخ القطان، ثقة متقن حافظ إمام قدوة، روى عن سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج، وروى عنه أحمد بن حنبل، وعبد الله بن هاشم. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٣١/ ٣٢٩)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١١/ ٢١٦)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٥٩١ رقم ٧٥٥٧)].
عبد الرحمن بن مهدي: وهو ابن حسان العنبري، ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، روى عن سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج، وروى عنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن منصور. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٧/ ٤٣٠)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٦/ ٢٧٩)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣٥١ رقم ٤٠١٨)].
سفيان: وهو هنا ابن سعيد بن مسروق الثوري، ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، روى عن أيوب السختياني وعلقمة بن مرثد، وروى عنه جرير بن عبد الحميد الضبي وابن مهدي ويحيى القطان. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١١/ ١٥٤)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٤/ ١١١)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢٤٤ رقم ٢٤٤٥)].
علقمة بن مرثد: وهو الحضرمي، ثقة، روى عن زر بن حبيش وسليمان بن بريدة وطارق بن شهاب ومجاهد بن جبر، وروى عنه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج ومسعر بن كدام وأبو حنيفة الإمام. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٠/ ٣٠٨)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٧/ ٢٧٨)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣٩٧ رقم ٤٦٨٢)].
سليمان بن بريدة: وهو ابن الحصيب الأسلمي، ثقة، روى عن أبيه بريدة، وعمران بن الحصين وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم، وروى عنه علقمة بن مرثد والقاسم بن مخيمرة. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١١/ ٣٧٠)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٤/ ١٧٤)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢٥٠ رقم ٢٥٣٨)].
أبو سليمان بن بريدة: وهو الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث الأسلمى رضي الله عنه، روى عنه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما، وابناه عبد الله وسليمان. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٤/ ٥٣)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١/ ٤٣٣)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ١٢١ رقم ٦٦٠)].
وهذا إسناد رجاله ثقات.

التخريج:
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الطهارة-باب جواز الصلوات كلها بوضوء واحد- ١/ ٢٣٢ - ح ٢٧٧) عن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد القطان.
وعن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه، كلاهما عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد به، ووافق ابنُ نمير ابنَ هاشم في عدم ذكر: «ومسح على خفيه».
وأخرجه أحمد في المسند (٣٨/ ١٣٤) (ح ٢٣٠٢٩) والترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب ما جاء أنه يصلي الصلوات بوضوء واحد- ١/ ٨٩ - ح ٦١) من طريق ابن مهدي، به.
وأخرجه أحمد في المسند (٣٨/ ٦٥) (ح ٢٢٩٦٦) وأبو داود في السنن (كتاب الطهارة-باب الرجل يصلي الصلوات بوضوء واحد -ح ١٧٢) والنسائي في السنن (كتاب الطهارة-باب الوضوء لكل صلاة-١/ ٨٦ - ح ١٣٣) من طريق يحيى القطان، به.
وأخرجه أحمد في المسند (٣٨/ ٧٣) (ح ٢٢٩٧٣) من طريق وكيع، به.
وأخرجه أحمد في المسند (٣٨/ ٨٣) (ح ٢٢٩٨١) وأبو داود في السنن (كتاب الطهارة- باب المسح على الخفين- ١/ ٣٩ - ح ١٥٥)، والترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب ما جاء في الخف الأسود-٥/ ١٢٤ - ح ٢٨٢٠) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها- باب ما جاء في المسح على الخفين -١/ ١٨٢ - ح ٥٤٩) من طريق وكيع كذلك، إلا أنه يرويه عن دَلْهَم ابن صالح، عن حُجَيْر بن عبد اللَّه، عن ابن بريدة، به.
وأخرجه ابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة- باب الوضوء لكل صلاة والصلوات كلها بوضوء واحد- ١/ ١٧٠ - ح ٥١٠) من طريق وكيع كذلك، إلا أنه يرويه عن سفيان الثوري، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، به.
والحديث صحيح، ورجاله رجال الصحيحين إلا عبد الله بن هاشم وسليمان بن بريدة فهما من رجال مسلم، إلا أن الإمام البخاري قال [التاريخ الكبير، ط ١، (٤/ ٤) (١٧٦١)]: «ولم يذكر سليمان سماعًا من أبيه»، وقال إبراهيم الحربي (ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٥/ ١٥٧)) عن سليمان وعبد الله ابنا بريدة: «ولم يسمعا من أبيهما»، إلا أن الصواب أن سليمان سمع من أبيه بريدة رضي الله عنه؛ لأنه أدرك ٤٨ عاما من حياة أبيه رضي الله عنه، بالإضافة إلى توثيق جماعة من العلماء لحديث سليمان، منهم وكيع بن الجراح وابن عيينة وأحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم الرازي، بالإضافة إلى أن البخاريَّ -رحمه الله- نفسَه حسَّن حديثَ سليمان عن أبيه في المواقيت، [الترمذي، العلل الكبير، ط ١، (ص ٦٢)] (٨٦)، والحسن عند البخاري محتج به.
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط ١، (٢/ ٥٥١) برقم (٢٢٣١)].

الفوائد الفقهية للباب:
أورد المؤلف رحمه الله آية المائدة "إذا قمتم إلى الصلاة ... "، والتي قد يفهم منها وجوب الوضوء لكل صلاة، وإن كان المصلي متطهرا، ثم ثنى المؤلف رحمه الله بالحديث الذي يبين فيه جواز الصلوات بوضوء واحد ما لم يحدث؛ ليقيد العموم المفهوم من الآية، ويكون المقصود من الآية: إذا قمتم محدثين ... فتوضئوا، والعلم عند الله تعالى.
ومن الفوائد في حديث الباب:
وجوب الوضوء.
استحباب الوضوء عند كل صلاة.
جواز الصلوات المفروضات والنوافل بوضوء واحد ما لم يُحْدِثْ.
جواز المسح على الخف.
[النووي، المنهاج، ط ٢، (٣/ ١٧٧)، ابن الملقن، التوضيح، ط ١، (٣/ ٣٨٨، ٣٨٩)، ابن حجر، فتح الباري، ط ١، (١/ ٢٣٢، ٢٣٣)]

<<  <   >  >>