للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ ابْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا، أَوْ مُسَافِرِينَ، أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ إِلَاّ مِنْ جَنَابَةٍ، وَلَا نَنْزِعَ مِنْ غَائِطٍ، وَلَا بَوْلٍ، وَلَا نَوْمٍ (١).


(١) رجال الإسناد:
محمد بن عبد الله بن يزيد: وهو القرشي العدوي، المعروف بـ «ابن المقرئ»، وهو ممن أكثر عنه المصنف في المنتقى، ثقة، روى عن: أبيه وابن عيينة، وروى عنه المصنف والنسائي وابن ماجه. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٥/ ٥٧٠)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٩/ ٢٨٤)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٤٩٠ رقم ٦٠٥٤)].
سفيان: هو ابن عيينة، وإذا ذكر سفيان في شيوخ ابن المقرئ، فهو ابن عيينة قولا واحدا، وقد تقدم، وقد سمع هذا الحديث من عاصم سنة سبع وتسعين، [أبو نعيم، حلية الأولياء، ط ١، (٧/ ٣٠٨)].
عاصم: وهو ابن أبي النجود: بهدلة الكوفي، وهو إمام القراءة، شيخ حفص المشهور، وهو صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وقد روى له البخاري ومسلم مقرونا بغيره، ولم يترك أحد حديثه، كما قال البزار [انظر: ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٥/ ٣٩)]، روى عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، وعكرمة مولى ابن عباس، وزر بن حبيش، وحميد الطويل، وروى عنه: حماد بن زيد وحماد بن سلمة، والثوري وابن عيينة. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٢/ ٤٧٣)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٥/ ٣٩)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢٨٥ رقم ٣٠٥٤)].
زر: وهو ابن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال، ثقة جليل، روى عن: أبي بن كعب وحذيفة بن اليمان وسعيد بن زيد وصفوان بن عسال وابن مسعود وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، وروى عنه: عاصم بن أبي النجود والشعبي وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٩/ ٣٣٥)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٣/ ٣٢١)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢١٥ رقم ٢٠٠٨)].
صفوان بن عسال المرادي: وهو صحابي جليل، روى عنه: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وزر بن حبيش. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٣/ ٢٠٠)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٤/ ٤٢٨)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢٧٧ رقم ٢٩٣٧)].
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا عاصما، فهو صدوق له أوهام، لكن مثله يعتبر به.

التخريج:
أخرجه أحمد في المسند (٣٠/ ١١) (ح ١٨٠٩١)، والترمذي في السنن (كتاب الطهارة- باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم- ١/ ١٥٩ - ح ٩٦)، والنسائي في السنن (كتاب الطهارة- باب التوقيت في المسح على الخفين للمسافر- ١/ ٨٣ - ح ١٢٦، ح ١٢٧)، وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها- باب الوضوء من النوم- ١/ ١٦١ - ح ٤٧٨) كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود، به.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح»، قال البخاري: «أحسن شيء في هذا الباب حديث صفوان بن عسال». [الترمذي، السنن، ط ١، (١/ ١٥٩)].
والحديث رجال إسناده ثقات إلا عاصما فهو متكلم فيه من جهة الحفظ، ومثله يتقوى حديثه إذا روي من وجه آخر، لذا روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما مقرونا بغيره.
وقد رُوِيَ هذا الحديث من غير طريق عاصم، [انظر: الترمذي، السنن، ط ١، (١/ ١٥٩)]؛ فقد جاء من طريق زبيد بن الحارث اليامي الكوفي وطلحة بن مصرف وحبيب بن أبي ثابت وعيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى والمنهال بن عمرو ومحمد بن سوقة كلهم عن زر.
فأما طريق زُبَيْد بن الحارث اليَامِيّ (ثقة ثبت)، فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٥٤) (٧٣٤٨).
وأما طريق طلحة بن مصرف اليَامِيّ (ثقة)؛ أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٦٩٣) (ح ١٤٠٢)، والطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٥٥) (٧٣٤٩).
وأما طريق حبيب بن أبي ثابت الكوفي (ثقة فقيه) فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٥٤) (٧٣٥٠).
وأما طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي (ثقة) فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٦٨) (ح ٧٣٩٤).
وأما طريق المنهال بن عمرو الكوفي (صدوق ربما وهم) فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٥٤) (٧٣٤٧).
وأما طريق محمد بن سُوقَةَ الغَنَوِيّ الكوفي العابد (ثقة مَرْضِيّ) فقد أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ٩).
وقد رُوي الحديث من غير طريق زر؛ فقد رواه أبو الغريف عبيد الله بن خليفة وعمرو بن مرة عن صفوان رضي الله عنه.
فأما طريق أبي الغريف (وهو صدوق) فقد أخرجه أحمد في المسند (٣٠/ ١٧) (ح ١٨٠٩٤).
وأما طريق عمرو بن مرة المرادي (وهو ثقة عابد) فقد أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٧/ ٣٢٧) (ح ٧٦٣٥).
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط ١، (٦/ ٢٩٦) برقم (٦٥٤٦)، المزي، تحفة الأشراف، ط ١، (٤/ ١٩٢) (٤٩٥٢)، وفي نسخة البرزالي الخطية من تحفة الأشراف (مخطوط، ٢/ق ٥٤ - حاشية)، وفيها: «حديث الترمذي في الزهد [٢٣٨٧]:كان أبو القاسم [أي: ابن عساكر] قد أفرده وحده عن الأول، وهو بعضه فألحقته به»، ولم يذكرها كل من تعرض لتحقيق التحفة، وذكرها أصحاب برنامج إتقان الحرفة، إلا أنهم أخطأوا في قراءة النص!].

الفوائد الفقهية للباب:
جواز المسح على الخفين في السفر.
المسافر يمسح على خفيه ثلاثة أيام ولياليهن.
الحدث الأكبر يبطل المسح على الخفين.
الحدث الأصغر لا يبطل المسح على الخفين.
الشك في الطهارة لا يلزم صاحبه بالوضوء.
النوم المحقق ينقض الوضوء، ولا يبطل المسح.
[ابن العربي، عارضة الأحوذي، ط ١، (١/ ١٤٤، ١٤٥)، النووي، المنهاج، ط ٢، (٣/ ١٧٦)، المظهري، المفاتيح، ط ١، (١/ ٤٤٦)، السيوطي، قوت المغتذي، ط ١، (١/ ٩١)، القسطلاني، إرشاد الساري، ط ٧، (١/ ٢٧٩)]

<<  <   >  >>