للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (١).

وكيف يقبل منه ما يتنافى مع إسلام الوجه لله؟

إنَّ إسلام الوجه لله هو الذروة من مكارم الأخلاق، وهو جوهر التدين، إنه الدين القويم، إنه الدين الخالد. والنص الوحيد، النص الإلهي الفريد في العالم كله الذي يُبيِّنُ كيفية إسلام الوجه لله، إنما هو القرآن. وإذا ما وصل الإنسان إلى إسلام الوجه كان بذلك في ذروة الإنسانية. وفي الذروة من مكارم الأخلاق.

ويتفاوت الناس في إسلام وجوههم لله، ولا بد من أنْ يكون أحدهم أول المسلمين، فكان رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أولهم بإطلاق مطلق.

{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (٢).

ولم يصف القرآن بأول المسلمين شخصاً آخر غير الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

ومكارم الأخلاق لا يَحُدُّهَا - من حيث التبشير بها - مكان ولا يَحُدُّهَا زمان، بل ولا يَحُدُّهَا عالم من عوالم الله في الأرض أو السماء، ومن ذلك كانت رسالته، - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلاَمُهُ -، رحمة للعالمين.


(١) [سورة آل عمران، الآية: ٨٥].
(٢) [سورة الأنعام، الآيتان: ١٦٢، ١٦٣].

<<  <   >  >>