للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المكية: موضوعات غيبية، والموضوعات الغيبية دقيقة وغاية في الدقة، فهل إذا تحدث الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

في هذه الموضوعات، ونقل عنه هؤلاء شفهيًا - وهم حديثو عهد بالإسلام وقريبو عهد بالجاهلية الوثنية ... هل سَيُحْسِنُونَ التعبير عنها أو سيقولونها كما تحدث بها الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، في دقته الدقيقة، وفهمه الواعي عن الله، سبحانه وتعالى؟

من أجل كل ذلك، أمر رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألا يكتب عنه غير القرآن.

وحكمة هذا الأمر وتعليله: واضح كل الوضوح مما ذكرنا.

ولكن في فترة العهد المدني تغير الوضع:

ها هو ذا الإسلام ينتشر انتشارًا واسعًا وسريعًا: وها هي ذي الأُمَّةُ الإسلامية الناشئة المؤمنة القوية: تبعث الأمل واسعًا في أن دين الله سينتشر في الآفاق، وسيعم نوره الأقطار، وستحطم كلمة الحق صروح الباطل، وَسَيُتِمُّ اللهُ نُورَهُ ولو كره المشركون، وسيعم لألاؤه رغم ألوف الكافرين.

ومن أجل هذه الأُمَّةِ بدأ الوحي ينزل إرسالاً، أرسالاً بالتشريع في جميع ألوانه: تشريع دولي، وتشريع جنائي، وتشريع مدني، وتشريع للعبادة، وتشريع للأحوال الشخصية.

<<  <   >  >>