للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العامة - إن الذي يكون هذا العدد الضخم هو كثرة المتابعات والشواهد التي عني بها المحدثون.

فحديث «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» مثلاً يروى من سبعمائة طريق.

فلو جردنا مجاميع الحديث من هذه المتابعات والشواهد لبقي عدد قليل من الأحاديث.

فـ " الجامع الصحيح " للبخاري لا تزيد الأحاديث التي رويت بالسند الصحيح فيه على ألفين وستمائة وحديثين.

وأحاديث " مسلم " يبلغ عددها إلى أربعة آلاف حديث.

وهكذا لا يبلغ عدد الأحاديث المروية في كتب الصحاح الستة، و " مسند أحمد "، وكتب أخرى، خمسين ألف حديث، منها الصحيح ومنها السقيم، ومنها المتفق عليه، ومنها المتكلم فيه.

وقد صرح الحاكم أبو عبد الله الذي يُعَدُّ من المتسامحين المتوسعين أن الأحاديث التي في الدرجة الأولى لا تبلغ عشرة آلاف (١).

ويقول الأستاذ:

ولم ينتصف القرن الثاني حتى كانت حركة الجمع والتدوين أنشط وأقوى.

وكان ممن سبق إليها من الرجال هذا القرن:

ابن شهاب الزهري - مات عام ١٣٤ هـ.

وابن جُريج المكي - مات عام ١٥٠ هـ.


(١) " توجيه النظر " للشيخ طاهر الجزائري: ص ٩٣.

<<  <   >  >>