٢٤٩ - الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ مُوسَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ عَلَى جَيْشٍ، وَسَارَ مَعَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَطُلَيْحَةُ الْأَسَدِيُّ، فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَهَزَمُوهُمْ، وَأَصَابُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَلَمَّا قَفَلَ نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ غَنَائِمَهُمْ، وَأَمَرَ بِالْخَيْلِ تُعْرَضُ عَلَيْهِ، فَكَانَ يُسْهِمُهَا، وَلَا يُسْهِمْ فِيهَا إِلَّا لِكُلِّ عَتِيقٍ، فَمَرَّ عَلَيْهِ فَرَسٌ لِعَمْرٍو فِيهِ غِلَظٌ، فَقَالَ سَلْمَانُ: إِنَّهُ لَهَجِينٌ، وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُسْهِمَهُ، فَغَضِبَ عَمْرٌو فَقَالَ: أَجَلْ مَا يَعْرِفُ الْهَجِينَ إِلَّا الْهَجِينُ فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ الْأَشْتَرِ، وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهُ , ثُمَّ قَالَ: يَا عَمْرُو مَا تَرَاكَ بِتَثْلِيثٍ لِلْمَاءِ الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ بِالْبَادِيَةِ، وَأَمَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْإِسْلَامَ، وَأَنَّ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ قَدِ اضْمَحَلَّ؟ أَمَا لَوْ أُمِرْنَا بِكَ لَأَخَذْنَاكَ لَهُ، فَقَالَ عَمْرٌو: وَكُنْتَ فَاعِلًا؟ ⦗١٨٤⦘ قَالَ: نَعَمْ، بِالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، فَقَالَ عَمْرٌو: الْيَوْمَ عَرَفْتُ الذُّلَّ فَبَلَغَ أَمْرُهُمَا عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ بَلَغَنِي صَنِيعُكَ بِعَمْرٍو، وَإِنَّكَ لَمْ تُحْسِنْ بِذَلِكَ، وَلَمْ تَجْمُلْ، فَإِذَا كُنْتَ بِمِثْلِ مَكَانِكَ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ، فَانْظُرْ عَمْرًا وَطُلَيْحَةَ وَذَوِيهِمْ فَقَرِّبْهُمْ مِنْكَ وَاسْتَمِعْ مِنْهُمْ؛ فَإِنَّ لَهُمْ عِلْمًا بِالْحَرْبِ وَتَجْرِبَةً، فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ وَمِصْرِهِمْ، فَأَنْزِلْهُمَا مَنْزِلَهُمَا الَّتِي أَنْزَلَاهَا أَنْفُسَهُمَا، وَقَرِّبْ مِنْكَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْقُرْآنِ وَكَتَبَ إِلَى عَمْرٍو: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ بَلَغَنِي إِفْحَامُكَ لِأَمِيرِكَ، وَشَتِيمَتُكَ لَهُ، وَبَلَغَنِي أَنَّ لَكَ سَيْفًا تُسَمِّيهِ الصَّمْصَامَةَ، وَإِنَّ لِي سَيْفًا أُسَمِّيهِ مُصِيبًا، وَإِنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنْ لَوْ قَدْ وَضَعْتُهُ عَلَى هَامَتِكَ أَلَّا أَرْفَعَهُ حَتَّى أَقُدَّكَ بِهِ فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ عُمَرَ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: أَحْلِفُ بِاللَّهِ لَئِنْ هَمَّ لَيَفْعَلَنَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute