الشرق على عمل الغرب في مادتهم وعلومهم، ويعلمهم كيف يبحثون ويرتبون معلوماتهم، ويضعونها تحت السبر والاختبار، ويبعث علماء الجيل القادم في الشرق أن يهبوا من رقدتهم فيضعوا بأنفسهم ولأنفسهم معاجم ودوائر معارف يعدونها إعداداً صحيحاً وافياً ثم لا يكونوا عالة يتكففون الغرب.
لعل هذا وأكثر منه هو ما دار في نفوسهم وحفزهم للعمل فتحملوا العناء مبتسمين راضين.
لقد أخرجوا لنا باكورة عملهم في هذا العدد الأول وهو في ورقاته القليلة يدل على ما وراءه من جهد كبير، فهم بلا شك قبل ذلك ترجموا كل كلمات الدائرة ورتبوها حتى تكون متسلسلة محكمة، وهم بلا شك راجعوا كثيراً من النصوص واستفتوا كثيراً من العلماء فيما غمض عليهم، واستعانوا بهم فيما نرى أثره من تعليقات.
قد قرأت هذا العدد وراجعت بعض مواده على الأصل الإنكليزي ووافقت الأستاذ إسماعيل مظهر على بعض وجوه النقد المنشورة في هذا العدد والتي ستنشر في العدد التالي، ولكن أهم ما لاحظته وأود أن يتداركوه في الأعداد القادمة أن الترجمة ينقصها كثير من الصقل، فالقارئ يشعر دائماً أن العبارة مترجمة عن أصل أجنبي مع أن مقياس جودة الترجمة فقدان هذا الشعور وأن يخيل للقارئ أنها كتبت بالعربية ابتداء.
من أمثلة ذلك ما جاء في صفحة ١٤:(ومن واجب كل مسلم أن يعمل المعروف وأن ينهى عن المنكر) مع أن المألوف في العربية: (أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر) وما جاء في صفحة ١٣: (وهم دون أن يجادلوا في شرعية حكم الخلفاء الأربعة الراشدين كما يفعل الشيعة يصرون على أن القدوة الحسنة بعد النبي كانت في أبي بكر وعمر) فمحال أن تصدر هذه الجملة من كاتب يضع كتابه بالعربية، إلى أمثال من ذلك يكاد يجدها القارئ في كل صفحة. فلعل مرونة القلم والصبر على التجويد والرغبة في تحقيق الأكمل يذهب بهذا النقص في الأعداد القادمة.
وأخيراً أحيي في الشباب هذا الجد والنشاط وأكبر هذه العزيمة وأتمنى للمشروع النجاح؟