في سقف حلقك، ففعلت، فلم يستوِ لي، فما زال ينقل لساني إلي موضع موضع من فمي، ويأمرني أن أقول الراء فيه، فإذا لم يستو نقل لساني إلي موضع آخر حتى قلت راء صحيحة في بعض تلك المواضع، فطالبني بإعادتها، وألزمني ذلك حتى ذهبت اللثغة، فأمر أن أطالب بهذا أبداً، ويُتقدم به إلي معلمي، وأوخذ بالكلام به، ففعل ذلك، ومرنت عليه، وما لِثغت إلي الآن.
١٨١ - كلهم أعداء
قال ابن الجوزي: مر رجل بإمام يصلي بقوم فقرأ: (ألم، غُلِبت الترك) فلما فرغ قال له محمد بن خلف: يا هذا، إنما هو (غُلبت الروم)
فقال: كلهم أعداء، لا نبالي من ذكر منهم.
١٨٢ - ليس التكحل في العينين كالكحل
في كتاب (الأنساب) للبلاذُري المدائني قال: كان عبد الله ابن الزبير يشمّر إزاره، ويحمل الدِّرَّة، يتشبه بعمر بن الخطاب فقال أبو حرة:
لم نرَ من سيرة الفاروق عندكم ... غير الإزار وغير الدِّرَّةِ الخَلقِ
١٨٣ - كأنها رءوس رجال حلقت في المواسم
قال الأغر النهشلي لأبنه لما بعثه لحضور ما وقع بين قومه: يا بُنيّ، كن يداً لأصحابك على من قاتلهم، وإياك والسفيه فإنه ظِلُّ الموت، واتق الرمحَ فإنه رِشاء المنية، ولا تقرب السهام فإنها رسل تعصى وتطيع
قال: فبم أقاتل؟
قال: بما قال الشاعر:
جلاميدُ أملاءُ الأكفّ كأنها ... رءوسُ رجالٍ خُلِّقتْ في المواسم
فعليك بها، وألصقها بالأعقاب والسوق
١٨٤ - فالدب في الصحراء ما افقهه
ناظر أبو زيد عبدُ الله بن عمر الدبوسي بعض الفقهاء فكان كلما ألزمه أبو زيد إلزاماً تبسم أو ضحك فأنشد أبو زيد: