ذو الجناحين وابن هالة منهم ... أسد الله والكمى المحامي
لا ابن عم يرى كهذا ولا ع ... م كهذاك سيد الأعمام
والوصي الذي أمال التجوب ... به عرش أمة لانهدام
كان أهل العفاف والمجد والخي ... ر ونقض الأمور والإبرام
نالنا فقده ونال سوانا ... باجتداع من الأنوف اصطلام
وأشتت بنا مصادر شتى ... بعد نهج السبيل ذي الآرام
إلى أن يقول:
وأبو لفضل إن ذكرهم الحل ... وبقيَّ الشفاء للأسقام
صدق الناس في حنين بضرب ... شاب منه مفارق القمقام
وأبو الفضل هو العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانت الشيعة إلى عهد الكميت يداً واحدة إلى أن تفرقوا في عهد العباسيين إلى علويين وعباسيين، فعادى بعضهم بعضاً بعد أن آل الملك إليهم، واستأثر به بنو العباس كما استأثر به بنو مروان قبلهم. وقد أخذ بعد هذا كله في الحديث عن نفسه في هذا الأمر الذي أخذها به، واستسهل صنوف البلاء في سبيله، فقال:
فبهم كنت للبعيدين عما ... واتهمت القريب أي اتهام
وتناولت من تناول بالغي ... بة أعراضهم وقل اكتتامي
إلى أن يقول:
ولهت نفسي الطروب إليهم ... ولهاً حال دون طعم الطعام
ليت شعري هل ثم هل آتيتهم ... أم يحولن دون ذاك حمامي
وقد أراد أن ينتقل من ذلك إلى ذكر ناقته ووصفها على عادة الشعراء قبله، ولكنه يجعل ذلك في ختام قصيدته ولا يبدأ به في أولها كما كانوا يبدؤون به، فلا يؤثره بهذا على مقصوده الذي ملك عليه مشاعره، وفي هذا يقول:
إن تشيع بي المذكرة الوجنا ... ء تنفى لغامها بلغام
عنتريس شملة ذات لوث ... هوجل ميلع كتوم البغام
إلى أن يقول في الختام: