وتتعطر بالروائح الزكية. وتصفف شعرها كما تفعل أمها على حد سواء. وكذلك يتزيا الصبي بزي أبيه فيلبس القبعة الفاخرة ويرتد الملابس الطويلة ويقتني الحلي والجواهري
إن جهاد هؤلاء الأطفال في الحياة العملية ليدعو حقاً إلى الإعجاب. فقد رأيت طفلاً في العاشرة من عمره يقوم بعمل حارس الليل في سفينة على نهر (كانالمبا) في فنزويلا. حيث الملاريا والحمى الصفراء والدسنطاريا والتماسيح، لا يساعده في هذه العزلة الموحشة إلا امرأة واحدة، وهو بعد مسؤول عن صحة الركاب الذين لا يقلون عن مائة شخص، مسئول لذلك عن راحتهم؛ ويقوم بأعمال النُّدُل في بعض القطارات أطفال في العاشرة والحادية عشرة من أعمارم، ويدير مصلحة تنظيف الشوارع في مدينة (كويتو) أطفال في السابعة ويقومون بعملهم على أحسن وجه
نابليون في منزله
(عن (ذس ويك))
كان نابليون من ذوي العبقريات الحربية النادرة التي عرفها العالم، وكان من أعظم رجال السياسة والإدارة الذين عرفهم التاريخ. وقد أشرفت شخصيته الجبارة على أوربا ولما يبلغ الخامسة والثلاثين فماذا عسى أن تكون حياته المنزلية؟
كان نابليون يستيقظ من رقاده في أي ساعة من ساعات الليل، فيستحم بالماء الساخن، وكان يجلس في حوض الماء وعلى رأسه لفافة كالعمامة يتدلى طرفاها على عنقه. وكان يأمر بتدليك صدره بفرجون من الحرير في كثير من الأحيان
ويقوم خدمه بإلباسه في الوقت المعتاد. فإذا أراد أن يحفى لحيته، غمر كل شئ في وجهه بالصابون إلا منابت الشعر، ويتناول (الموسى) في تعسف، فلا يكاد يمر بها على وجهه، حتى يملأ خده الناصع بالجروح. وكثيراً ما كن يشرد لبه وهو يقوم بهذا العمل، فيترك جانباً من وجهه كما هو، وبحفي الجانب الآخر
ولم تكن أحذيته أنيقة المنظر، أو جيدة الصنع، ولكنها كانت دائماً مبطنة بالحرير. أما قبعاته، فكانت مهدمة الأركان ممزقة من بعض النواحي. إذ أن القبعات الجديدة كانت تحز في جبهته وتجلب إلى رأسه الصداع. ولم يكن نابليون يلبس الحلي أياً كان نوعها، ولم يكن