المستشرقين في الإسلام كتابة علمية دقيقة، وخلف وراءه مكتبة نفيسة تحتوي زهاء ٦٠٠٠ مجلد جمعها من مختلف الأقطار الغربية والشرقية، وبخاصة من القطر المصري الذي نزح إليه لإتمام دراسته في الأزهر الشريف
وهذه الكتب جليلة القدر عظيمة النفع لأنها تكاد تشتمل على جميع المؤلفات الأساسية في الفقه الإسلامي، والفلسفة الإسلامية، والغة العربية، والأدب العربي، وما إلى ذلك من الموضوعات. ومما يجعل لها قيمة خاصة تلك التعليقات الهامة التي علقها جولد زيهر على هوامشها لإبداء ما يخطر له من ملاحظات، وانتقادات، وتصحيحات، وإشارات
وإلى جانب هذه الكتب، تحتوي مكتبة جولد زيهر على طائفة كبيرة تبلغ الألف من نسخ الأبحاث التي كان يرسلها إليه المستشرقون مما ينشرونه في الصحف والمجلات العلمية عن الشرق والإسلام والعرب، وهي مطبوعة على حدة
فلما توفي جولد زيهر آلت هذه المكتبة إلى دار الكتب الوطنية والجامعة في القدس الشريف
مقدمة أسكار وايلد في الفن
اطلعت - متأخراً مع الأسف - على ترجمة الأستاذ علي كمال لمقدمة أسكار وايلد الخالدة في الفن في عدد الرسالة (٤٧٤) فلاحظت على ترجمته المشكورة أنها خلت من بعض الفقرات المهمة من النص الأصلي، كالفقرة المختصة بفن الترجمة مثلاً حيث يقول وايلد:
(إن أرفع أشكال النقد - كأحطها - هو نمط من فن الترجمة). وكذلك فإني رأيت التسلسل في الترجمة مبتوراً فقد جاء فيها: (إن الذين يجدون معاني قبيحة في الأشياء الجميلة إنما هم فاسدون مجردون من الجمال)
وهي على هذا الشكل مبتورة كما أسلفت. فقد أعقبها وايلد في النص بقوله:
(إن أولئك الذين يجدون معاني جميلة في الأشياء الجميلة مهذبون. والأمل فيهم)
كما أنه ترجم كلمة بمادة في قولة:
(حياة الرجل الأخلاقية (؟) تكون جزءاً من مادة الفنان غير أن أخلاق الفن تتألف من الاستعمال التام لمادة ناقصة.
وهي ليست كذلك وإنما هي وسيلته. وجرى على هذا الأسلوب من التصرف في النص وذلك شائع في الترجمة.