طالعت في العدد (٤٨٦) من مجلة (الرسالة) الغراء ما دبجه يراع الدكتور زكي مبارك عن (حديث عيسى بن هشام) لمنشئه المرحوم عمي محمد بك المويلحي. وأني أعقب اليوم على مقال الدكتور بدافع الرغبة الصادقة في لفت نظره إلى بعض ملحوظات رأيت من واجبي أن أدلي بها خدمة للحقيقة وللتاريخ
يقول الأستاذ: إن عيسى بن هشام ينسب بالباطل أو بالحق إلى أبيه إبراهيم، تاركاَ القارئ بين الشك واليقين. والأدباء الذين تذوقوا أدب المويلحي الأب والمويلحي الابن يعرفون أن لكل منهما ميزات خاصة في الكتابة. ثم إن المرحوم الشيخ علي يوسف صاحب المؤيد، وأصحاب المقطم، والمرحوم شوقي بك، وحافظ بك إبراهيم، والشيخ محمد عبده، والبارودي، والشنقيطي، كانوا معاصرين له، فلو أن (عيسى) كان لغير (محمد) لأذاعوا به
والبرهان القاطع بأن عيسى هو من إنشاء محمد لا من إنشاء أبيه ما احتوته الديباجة التالية في العدد ١٠٩ من (مصباح الشرق)؛ وقد توقف المرحوم جدي عن متابعة رسالة (مرآة العالم) أو (موسى ابن عصام)، تاركاَ الكلام لعيسى بن هشام قال:(شغل حديث عيسى بن هشام، عن متابعة ما يحكيه موسى بن عصام، فمرت الأشهر والأيام، حتى انقضت مدة العام، وسافر إلى المعرض، وعاد موسى إلى ما انقطع من كلامه، وعدنا إلى ما يدور بينه وبين شيخه وإمامه)
هذا، وقد أشار المرحوم جدي في العدد (١٠٧) من (المصباح) عن سفر عمي إلى باريس بالعبارة التالية:
(يسافر محمد المويلحي إلى معرض باريس في يوم الأحد الآتي (١٠ يونيو سنة ١٩٠٠)؛ وسينشر (المصباح) ما يوافيه به عيسى بن هشام من غرائب المعرض وعجائبه، بعد الوقوف على إجماله وتفصيله، كما يعلم ذلك من رسالته في صدر الجريدة اليوم:(يعنى حديث عيسى بن هشام)
وجاء في العدد (١١٦) من (المصباح): (هذه الرسالة الأولى من حديث عيسى بن هشام عن زيارة معرض باريس، بعث بها إلينا السيد محمد المويلحي بعد رسالته التي نشرها في