ذكر الإمام أبو محمد عيسى الأندلسي في كتابه عيون الأخبار حكاية كان من بينها هذه العبارة:(ولكن سر إلى اليمين إلى واد في عدن يقال له (برهوت) وفيه بئر. . . ويقول أبو محمد عبد الله الطيب بن عبد الله بن أحمد أبي مخرمة في مؤتنف الجزء الأول من تاريخ ثغر عدن بعد أن أورد حكاية الإمام أبي محمد عيسى الأندلسي:
(كذا نقله عنه القاضي محمد بن عبد السلام الناشري في كتابه الموسوم بموجب دار السلام في صلة الوالدين والأرحام، والمشهور أن برهوت واد بحضرموت، وأن أرواح الفجار تأوي في بئر برهوت، فإن صح ما ذكره الأندلسي أنها بعدن، فلعله السبب في اختصاص عدن بخروج النار الطاردة للناس إلى المحشر.
. . . ومن هنا نفهم أن ابن أبي مخزمة قد بنى استنتاجه باختصاص عدن بخروج النار الطاردة للناس إلى المحشر على كلام الأندلسي من أن برهوت واد في عدن، وهو كلام واه لا يستند إلى حقيقة، وابن أبي مخزمة نفسه يعلم أن برهوت واد بحضرموت، ويقول إن ذلك مشهور، ولكنه يريد أن يتلمس سبيلاً لتعليل علة اختصاص عدن بخروج النار، فيستوقف ما ذكره الأندلسي، ويتلمس منه علة واهية متداعية الأركان. . .
أما القزويني فيقول في كتابه (عجائب المخلوقات) إن بئر برهوت على مقربة من حضرموت. . .
أما الذي أريد أن أقوله هو أن برهوت في حضرموت على مقربة من قبر سيدنا هود عليه السلام، وهو كهف من الجير، وقد قامت منذ قديم الزمان شتى العقائد والخرافات حول هذا الكهف، وقد صدقها المؤرخون العرب، كما أخذها عنهم الكتاب الغربيون دون تعقيب أو تحقيق. . .
وقد حقق صاحبا كتاب (حضرموت) وهما درميلن وويزمان البحث في بئر برهوت ذاك، وعللا الروائح الخبيثة التي تنبثق منه بأنها ناشئة عن تبول الخفاش الذي يقطن هذا البئر، ثم عن التحلل الصخري فيه، وكانت هذه الروائح الكريهة مصدر اعتقاد بأنها نذير بموت