للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أجمعوا إن أردتم السير للسؤ ... دد والمجد أمركم ثم سيروا

أو يقول من قصيدة أخرى نشرت في الصحيفة المذكورة بتاريخ ١٨مايو سنة ١٩٠٩.

كاتب نائم وذو الشعر لاه ... وأديب سبته كأس الشمول

شاعر النيل لا عدتك العوادي ... هل لهذا السكوت من تأويل

أسلموا دارهم وعقوك يا ني ... ل فما إن لهم سوى التنكيل

فض فأغرقهمو فإنت حليم ... غض فأهلكهمو وغير بخيل

فظاهرة السخط الشديد هذه لن تجدها عند أحد من شعراء ذلك العصر فمما لا ريب فيه أن الطالب طه حسين قد انفرد بها دون سواه. لا يزال محتفظاً بها.

والدكتور طه حسين لا يعرف القناعة بل يعتبرها ضعفاً وخوراً. وقد نشأ على تلك العقيدة كما ترى من شعره فهو من غير شك صاحب روح قد بلغ الأوج في السمو والرفعة. فجدير بنا أن نسلك سبيله ونهتدي بهديه. وإني بهذا أقرر حقيقة من الحقائق.

قلنا إن الطالب طه حسين انضم إلى الحزب الوطني وأصبح داعياً من دعاته. وقد ظهر أثر ذلك في شعره فتراه يحمل على المحتلين حملة شعواء ويهاجمهم هجوماً عنيفاً، ويدعو إلى كفاحهم وجهادهم، ويظهر مقته وحقده على الأجانب الذين يمتصون دماء المصريين ويستنزفون أموالهم. ومما نظمه في ذلك قصيدة قيمة نشرت بمصر الفتاة بتاريخ ٥ نوفمبر سنة ١٩٠٩ تحت عنوان (هم جائش).

تيمموا غير وادي النيل وانتجعوا ... فليس في مصر للأطماع

كفوا مطامعكم عنا أليس لكم ... مما جنيتم وما تجنونه شبع

يا للكنانة من منكود طالعها ... ماذا يجر عليها النوم والطمع

من مثل أبنائها في سوء صفتهم ... منها إذا ما اجتنوا من غرسهم وزعوا

هم الذين ابتنوا بالأمس واحتفروا ... فما لهم إن أرادوا حقهم دفعوا

لا يصنع الله للمستعمرين فكم ... يلقى بنوا النيل من جراء ما صنعوا

أكلما جاع غربي تيممنا ... حتى إذا اكتظ أغراه بنا الجشع

لا جاد مصرحياً. لا أخضب أبداً ... فحظ أبنائها من خصبها الضرع

يا نيل إن سغت للمستعمرين ولم ... تطب لأبنائك العلات والجرع

<<  <  ج:
ص:  >  >>