فلا جرت ولا رويت ذا ظمأ ... ولا أمدك غيث واكف همع
ومنها:
الذنب ذنب بني مصر فإنهم ... الذين إذا ما استخضموا واخضعوا
هم الذين استبدت في حقوقهم ... يد الدخيل فما ذادوا ولا منعوا
هم الذين يقول الناس إنهم ... إن صادفوا ملهيا عن جوعهم قنعوا
لا أكذب الله كم فينا ذوو شمم ... إذا أريدت بهم مكروهة فزعوا
هذه القصيدة قيلت في أيام الوزارة البطرسية، وقد كان شعور السخط عليها شديداً. ولما كانت هي مجرد آلة في يد المحتلين كانت حملات الشعراء والكتاب موجهة في الحقيقة إلى السياسة البريطانية وإلى الأجانب الذين يسندون هذه السياسة ويشدون أزرها ولا شك في أن روح الشاعر قد بدأ سامياً. ومما لا شك في محيط الحزب الوطن قد أثر فيه وطبعه بهذا الطابع.
وقد هنأ الشيخ عبد العزيز جاويس حينما خرج من السجن بقصيدة نشرت في مصر الفتاة بتاريخ ٢٣ نوفمبر سنة ١٩٠٩ نذكر منها:
الآن حق لك الثناء ... فلتحي فلتحني وليحي اللواء
ولتحي مصر وحقها ... شاء العدى أو لم يشاءوا
تعلو بها أصواتها ... حتى ترددها السماء
ومنها:
إن كان ذكرك للجلا ... ء يسوء فليكن الجلاء
أو كان صوت الشعب عن ... دهم هو الداء العياء
فليعل صوت الشعب حتى ... يرجعوا من حيث جاءوا
سيرون أن الحق يأ ... بى أن يدوم له خفاء
سيرون أن الحق مه ... ما يهتظم فله العلاء
لم يسجنوك وإنما ... ردوا الأمور كما تشاء
ما إن أصابتك الإساءة ... بل لأنفسهم أساءوا
هذا هو الجانب السياسي في شعر الطالب الشاب طه حسين. وهو جانب مشرق، ترى فيه