- (لقد كان عليك أن تظل في خدمته بضع سنين ولكننا ألحفنا على رب الأرباب فقصر المدة وأختزلها إلى ما ترى!)
(يختزلها أو لا يختزلها، لقد أصبحت الحياة سجناً بدون ميجارا!)
- (عليك بالصبر يا صديقي، فقد تفيدك طاعة الإله. . .)
- (الإله التي لا تحسن عملاً غير هذا العبث!)
- (صه صه. . هلم إلي يوريذوس، وستكون حراً بعد سنة واحدة. . .)
وجن جنون هرقل لهذا القضاء الأولمبي الأعمى، وفر من هرمز في مسارب المياه، ولجأ إلى الوحوش يلتمس لديه الصبر الجميل والقلب الرحيم؛ ولكنه عبثاً حاول الفرار مم كتبت السماء عليه، وهنا، بدت له صديقته ربة الفضيلة أربيته، فنصحته، ولم تزل به حتى أقنعته بخدمة يوريذوس، فذهب إليه كسير القلب مهيض الجناح، وكان جبلاً من الهم والسخط مستقر على رأسه
وقال له يوريذوس: - (وأخيراً وصلت إلي آخر الدرب يا هرقل!. . . إن أمامك أموراً فأعد لها عدتك، فما أحسب دموعك على ميجارا بمجدية عليك شيئاً. . . .)
وحدجه هرقل بنظرة يشتعل فيها الغضب وقال له:(أجل؛ لقد وصلت أخر الدرب. . ولكن ليس لك شأن بدموع أذرفها من أجل ميجارا. . . ألا فاذكر حاجتك التي أرسلتني الآلهة لأقضيها لك، وأقصر!)
وضحك يوريذوس حتى كاد الرعد يخرج من بين شدقيه، وقال:(حاجتي! إن لي لحاجات ما أحسبك تستطيع قضاء واحدة منها. وكيف تصبر مثلاً على سبع نيميا الذي يقطع الطريق إلى غاباتها ذات الكنوز والأذخار؟)
وقال هرقل:(سبع نيميا أو ألف سبع كسبع نيميا، عليك أن تكلفني ولو بهدم السماء أفعل ما تكلفني به. . والآن، أإذا جئتك برأس هذا السبع أكون طليقاً؟)
- (تكون طليقاً؟ إن أمامك اثنتي عشرة مسألة، رأس سبع نيميا أولها وأيسرها يا هرقل، فهلم إذن، وسنرى. . .)